ثانياً : الأراضى الجيرية
تعريف الأرض الجيرية :
هى التى تحتوى على كمية من كربونات الكالسيوم بمستوى يؤثر بوضوح على خواص التربة وبالتالى على نمو النبات سواء أكانت هذه الخواص طبيعية مثل علاقة التربة بالماء ، وتكوين القشرة الصلبة على السطح ، أو كيميائية مثل تأثيرها على صلاحية بعض العناصر الغذائىة ، والأراضى الجيرية هى التى تحتوى على أكثر من 8% من كربونات الكالسيوم النشطة الناعمة .
وتتواجد هذه الأراضى تحت الظروف الصحراوية أو تحت ظروف مناخ البحر الأبيض كما هو الحال فى مصر . وتصل مساحة الأراضى الجيرية فى مصر حوالى 650ألف فدان ، وهى التى تتواجد أساساً على الشريط الساحلى الغربى لحوض البحر المتوسط . ومعظم عمليات الإستصلاح تتجه لهذه الأراضى لسرعة إستجابتها لعمليات الإستزراع والتحسين .
الشكل الظاهرى للأرض الملحية (5
سوء نظم الرى بالأراضى الجديدة وظهور الأملاح على السطح (6
التركيب المعدنى لهذه الأراضى :
نظراً لأن الهيكل العام لهذه الأراضى يتكون من المادة الجيرية ، فمن المتوقع أن تتوزع فى أحجام حبيبات التربة المختلفة إبتداء من الحصى إلى الطين ، وعليه كان من الضرورى التعرف على المكونات الجيرية سواء التى تواجدت فى أحجام حبيبات التربة أو تجمعاتها المختلفة ، حيث أن ذلك يساعد على وضع الخطة الإستراتيجية لخدمة وإستزراع هذه الأراضى ، وتتواجد المادة الجيرية فى القطاع الأرضى إما موزعة على طول عمق القطاع أو متجمعة فى صورة حبيبات متصلبة أو على هيئة عناقيد أو طبقة صماء أو حصى أو حجر جيرى وتتكون المادة الجيرية فى صور مختلفة الذوبان وهذه الصور هى :
1- الكالسيت وله شبيه كيماوى يسمى باللاجونيت وهى صورة غير ثابتة وذوبانها أعلى قليلاً من ذوبان الكالسيت .
2- الماغنسيت ودرجة ذوبانه عشر مرات الكالسيت .
3- الكالسيت الماغنيسى وهو يتواجد على شواطئ البحار .
4- الدولوميت وهو أقل كثيراً فى ذوبانه من الكالسيت .
5- السيدريت وهو عبارة عن كربونات الحديد .
بالإضافة لما سبق فيوجد أنواع من المعادن الطينية تتواجد أساساً فى هذه الأراضى ومنها الأتابولجيت ، وهذا المعدن هو الذى يسبب الصلابة الشديدة وتكوين القشرة السطحية للأراضي الجيرية كما أنه يساعد فى تحويل البوتاسيوم إلى صورة غير ميسرة للنبات وقد يكون الكوارتز مختلطاً مع المادة الجيرية .
سوء نظم الرى بالأراضى الجديدة وظهور الأمللاح على السطح 7
الخواص الكيميائية لهذه الأراضى :1- رقم الحموضة : حيث أن التحلل المائي لكربونات الكالسيوم يرفع درجة الحموضة إلي 10.7 وذلك عند غياب ثانى أكسيد الكربون . ولكن فى حالة وجود ثانى أكسيد الكربون والماء تنخفض الحموضة إلى المستوى العادى للأراضى الجيرية وهى 8.2 - 8.4 ، أما فى الأراضى الجيرية المغنيسية فيرتفع هذا الرقم من 9.7 - 9.9 .
2- تحول الفوسفات إلى الصورة غير الذائبة ( الراسبة ) وذلك بامتصاص أيونات الكربونات لأيونات الفوسفات وتحولها إلى أيونات فوسفات ثلاثى الكالسيوم غير الذائب . وبذلك تنعدم الإستفادة منهابواسطة النبات .
3- ترسيب مركبات الحديد :
تعمل الكربونات على تحويل صور الحديد الذائبة إلى الصور غير الذائبة على هيئة كربونات الحديد ( سيدريت ) والتى تتحول إلى الصور المؤكسدة .
4- فقد الأمونيا :
لوحظ أن النباتات المزروعة فى الأراضى الجيرية لا تستجيب للتسميد الآزوتى بالدرجة الكافية عند تسميدها بسماد سلفات النشادر ، ويرجع السبب فى ذلك إلى تواجد كربونات الكالسيوم والتى تؤدى إلى إرتفاع قلوية التربة . وقد وجد أن رقم الحموضة 8 يؤدى إلى فقدان 5% من النشادر المضاف فى صورة سمادية وترتفع هذه النسبة إلى 40% عند رقم ( 9 ) .
5- تكوين القشرة الصلبة السطحية :القشرة السطحية هى طبقة لا يتعدى سمكها عدة سنتيمترات مكونة من حبيبات ناعمة مفككة بفعل عوامل عديدة ، ثم تصلبت عند الجفاف نتيجة لالتصاق الحبيبات الناعمة بعضها ببعض بقوي فيزيائية وكيميائية وتظهر بوضوح فى الأراضى الجيرية .
ويتحكم فى تكوينها نوعية المعادن السائدة ونوع الأملاح بالتربة ودرجة تركيزها وملوحة مياه الرى ، وتزداد شدة تماسكها بتكرار الترطيب والتجفيف ، وأيضاً تواجد نوع معين من معادن الطين وهو الأتابولجيت الليفى الشكل يؤدى إلى تصلب هذه القشرة . وأيضاً نظام الرى بالرش يساعد على تكوين هذه القشرة الصلبة .
كيفية التغلب على هذه القشرة :يمكن التغلب عليها بعدة طرق منها :
1- استخدام مياه ذات ملوحة لا تزيد عن 130 جزء / مليون وأن يكون تركيز أيونات البيكربونات بها أقل من تركيز الكالسيوم + الماغنسيوم وعدم ترك الأرض للجفاف الشديد .
2- إستعمال مركبات كيميائية تعمل على تقليل النشاط السطحى لحبيبات الكربونات وتكوين طبقة عازلة بين حبيباتها منها حمض الفوسفوريك ، وحمض الكبريتيك والجبس الزراعى الحامضى .
3- إستعمال المحسنات المختلفة سواء الطبيعية منها أو الصناعية .
4- تعتبر المادة العضوية والأسمدة العضوية أنجح المواد التى تعمل على منع تكوين هذه القشرة ولذلك ينصح بقلب المخلفات النباتية دائماً وأن تحتوى التربة على رطوبة مناسبة حتى نمو المحصول .
التوصيات التي تراعى عند إستزراع الأراضى الجيرية :1- علاج القشرة التى تتكون على السطح فى هذه الأراضى نظراً لما لها من أثر فى إعاقة عمليات الخدمة الزراعية حيث أن لها قوة ميكانيكية تقاوم ظهور البادرات وكذلك أثرها الضار على سيقان النباتات النامية حيث يختلف سمك هذه القشور من سنتيمترات إلى عمق كبير . وسبق بيان كيفية علاج هذه القشور .
2- تلعب الكربونات دوراً هاماً وأساسياً فى تحول صور العناصر الغذائىة الصالحة إلى الصور غير الصالحة للنبات وبذلك تظهر على النباتات أعراض نقص هذه العناصر . لذلك يجب التحكم فى كميات مياه الرى للإقلال من نشاط الكربونات مع إضافة المحسنات الطبيعية ذات الأثر الحامضى إلى إضافة الأحماض المختلفة ( حمض فوسفوريك - حمض الكبريتيك ) مع مياه الرى .
ويستحسن إضافة العناصر الغذائية المختلفة رشاً على سطوح النباتات ، وأن تكون فى صور مخلبية وخاصة عناصر الحديد ، الزنك ، المنجنيز ، النحاس وإضافة الصور النيتروجينية غير النشادرية لعدم فقدها كما يمكن إضافة الفوسفور رشاً على النباتات ، حيث تقاوم الأحماض التى تفرزها جذور النباتات بإذابتها وتحولها إلى صور صالحة للإمتصاص .
3- إن عمليات إستصلاح الأراضى الجيرية لا تهدف عادة إلى خفض نسبة كربونات الكالسيوم أوخفض نسبة حموضة التربة ، بل تشمل عادة إستعمال بعض المركبات ذات التأثير الحامضى مثل الكبريت الزراعى . الأسمدة المختلفة الحامضية وأيضاً إضافة المواد العضوية حيث أنها وسيلة من وسائل تحسين الأرض .
كما يتم إختيار المحاصيل التى تجود فى هذه الأراضى ومن أمثلتها :
1- المحاصيل الحقلية : - القمح الشعير - الذرة - البقول
2- محاصيل خضر : الطماطم - الباذنجان - الفلفل - الكوسة - البطيخ .
3- أشجار الفاكهة : الزيتون - التين - اللوز - الكروم - الخوخ - الكمثرى - الرمان - النخيل .
ثالثاً : الأراضى الطفليةتعتبر الطفلة إصطلاح عربى دارج يطلق على الرواسب الطينية المتماسكة بصفة عامة والتى من الوجهة الجيولوجية تضم عدة أنواع ، منها الحجر الطينى ، الحجر الطميى ، الحجر السلتى وهى أحجار كتلية متماسكة قد تتواجد بالقرب من سطح الأرض كما تظهر بصفة رئيسية فى المناطق المحيطة بالوادى والدلتا . أما إذا تواجدت على أعماق مختلفة فى باطن الأرض وكانت متصلة وذات تكوين طبيعى فإنها تسمى Shales وتتواجد الأراضى الطفلية فى أنحاء كثيرة فى صحارى مصروعلى طول إمتداد الوجه القبلى من الناحيتين الشرقية والغربية وأيضاً فى أماكن مختلفة فى شبه جزيرة سيناء ، وسلاسل جبال البحر الأحمر الرسوبية .
ومن الدراسات المختلفة التى قامت بها هيئات عديدة على الطفلة تبين أن الخواص الطبيعية والكيماوية لرواسب الطفلة لا تصلح للزراعة بها مباشرة فى كثير من الأحيان لأنها تعتبر وسطاً غير ملائم للإنبات ، والسبب فى ذلك النسبة العالية من الطين ذى الخواص المختلفة والتمدد والإنتفاخ والإحتفاظ بالرطوبة وأيضاً وجود المواد اللاحمة من أكاسيد الحديد ، الجبس وكربونات الكالسيوم وأيضاً لاحتوائها على نسبة عالية من ملح كلوريد الصوديوم بالإضافة لذلك فإن نفاذيتها شبه منعدمة .
الأراضى الطفلية بواحة الفرافرة (8
ومن المشاهد أنه بظهور الطفلة على هيئة عروق أو ترسيبات فى الأراضى المستصلحة الجديدة كما فى شرق البحيرات والإسماعيلية ، ووادى الفارغ والخطاطبة فإنها تسبب أضراراً على كل من التربة والنبات ، كما أنها تتسبب فى عدم إنتظام مياه الرى نتيجة لإعاقة حركة أجهزة الرى المحورية .
وتتميز الطفلة بنشاط سطحها الفعال وإرتفاع سعتها التبادلية التى تصل إلى 60 ملليمكافئ / 100 جرام تربة وتبلغ نسبة الصوديوم المتبادل فى كثير من الأحيان 60% ويمكن ظهور أثر الصوديوم على النباتات فى تركيزات الملح العالية .
النقاط الواجب توافرها عند إستزراع الأراضى الطفلية
1- إجراد مسح لأماكن الطفلة ومدى إنتشارها سواء بالعمق أو بالإمتداد الأفقى .
2- إجراء التحليل الكيماوى لها وذلك لتحديد مستوى تواجد الأملاح الذائبة والجبس ، وكربونات الكالسيوم وأيضاً تقدير نسبة الصوديوم المتبادل بها .
3- إجراء التحليل الميكانيكى لها لحساب نسبة الطين والسلت .
4- تحديد التركيب المعدنى للطفلة لمعرفة نوع معادن الطين السائدة وخواصها .
طرق إستصلاح الأراضىتتوقف طرق إستصلاح الأراضى على :1- التخلص من الأملاح الذائبة .
2- التخلص من الصوديوم المتبادل .
3- تحسين الخواص الطبيعية والكيماوية والحيوية .
ويتضمن هذا عمليات الغسيل والصرف وإضافة المصلحات وزراعة وإختبار المحاصيل التى تتحمل الملوحة وتزويد التربة بالمادة العضوية .
( أ ) غسيل الأملاح :وأهم عمليات الإستصلاح هو غسيل الأملاح الموجودة بقطاع التربة وقبل البدء فى عملية الغسيل يجب التأكد من أن شبكة المصارف جيدة وتعمل بكفاءة عالية وميولها مناسبة ولا يوجب بها أى موانع تعوق سير المياه بها .
وعندما تكون الأملاح متزهرة على السطح وبكميات كبيرة فالغسيل يكون سطحياً أى تغمر التربة بالمياه ثم تصرف سطحياً ، وتكرر هذه العملية عدة مرات حتى نتأكد من غسيل الأملاح من الطبقة السطحية ثم بعد ذلك نبدأ بعملية الغسيل الجوفى وهو أن نسمح للمياه بالتحرك جوفياً تجاه المياه الجوفية .
ويمكن فى هذه الحالة زراعة بعض المحاصيل التى تناسب ملوحة التربة على ألا نترك مياه الغسيل مدة كبيرة حول النباتات وخاصة فى الصيف لعدم سلق النباتات .
وخلال عمليات الغسيل يجب ملاحظة الجسور المحيطة بالأحواض لعدم إنهياراها وخلال عملية الغسيل يجب إضافة الجبس الزراعى لكي لا تتحول التربة أثناء الغسيل إلى القلوية وأيضاً لكي تكون نفاذيتها عالية لسهولة إستكمال عملية الغسيل .
( ب ) الصرف :من الحقائق الهامة والثابتة أن تدهور الخواص الطبيعية والكيماوية للتربة يعزى إلى إرتفاع مستوى الماء الأرضى ، وقد وجد من الأبحاث التى تمت على الأرض المتأثرة بالماء الأرضى وجود علاقة مباشرة بين نوع التلف والتدهور وإرتفاع مستوى الماء الأرضى ، فعندما يكون الماء الأرضى مرتفعاً تتكون الأراضى القلوية السوداء وعندما يكون الماء الأرضى أقل إرتفاعاً تنشأ الأراضى ذات العروق الجبسية ، وذلك فإن العامل الأساسى فى إستصلاح الأراضى هو المحافظة على أن يكون مستوى الماء الأرضى بعيداً عن منطقة الجذور النباتية . ولا يمكن أن تنجح عمليات الإستصلاح من غسيل أو إضافة مصلحات التربة إلا إذا توافر هذا العامل .
ويقصد بالصرف التخلص من الماء الزائد بالتربة ، وتتم هذه العملية عن طريقتين :
1- الصرف السطحى . 2- الصرف الجوفى .
1- الصرف السطحى :
ويقتصر الصرف السطحى على التخلص من المياه الزائدة من الغسيل دون أن تتخلل المياه قطاع التربة . وتعتبر هذه العملية غسيلاً سطحياً وليست صرفاً بالمعنى المعروف وتقتصر هذه العملية على صرف المياه الفائضة فى بعض المحاصيل المائية والتخلص من طبقة الملح التى تكسو سطح الأراضى الملحية فى كثير من الأحيان ، إذ لا يستحب إذابة هذه الأملاح وتخللها التربة عن طريق الصرف الجوفى .
2- الصرف الجوفى :
يقصد به التخلص من الكميات الزائدة من المياه الموجودة بالطبقات العليا من التربة وذلك بتخللها التربة وخفض مستوى الماء الأرضى والمحافظة على بقائه بعيداً عن منطقة الجذور النباتية وعدم صعوده نحو سطح التربة محملاً بالأملاح الذائبة التى تضر بالمحصول والتربة عندما تزداد درجة تركيزها .
ومن أهم المزايا التى تتحقق من الصرف الجوفى : 1- التخلص من الأملاح الزائدة .
2- تحتفظ الأراضى التى تتمتع بالصرف برطوبتها أحسن من الأراضى المحرومة من الصرف .
3- لها تأثير جيد على خواص التربة الطبيعية وتحسين بناء التربة .
4- يساعد على زيادة النشاط الحيوى للتربة .
والصرف إما طبيعى أو صناعى أو حيوي .
1- الصرف الطبيعى :ويتوقف الصرف الطبيعى على عوامل طبيعية ومكان الموقع الذى يتضمن :
( أ ) عمق مصادر المياه كالنهر أو المساقى أو الترع .
(ب ) طبوغرافية المنطقة من حيث الإنحدار والإرتفاع والإنخفاض .
( ج ) تعاقب طبقات التربة .
( د ) عمق وحركة الماء الأرضى .
2- الصرف الصناعى :يعتمد على إنشاء شبكة من المصارف المكشوفة أو المغطاه أو بالنزح الجوفى والفرق بين الصرف الصناعى والطبيعى أن يمهد طريقاً صناعياً للتخلص من الماء الزائد بالتربة والتحكم فيه ، وتجهز الأراضي الزراعية بالمصارف للمحافظة على خصوبة التربة ورفع إنتاجها الزراعى . كما تعتبر الأراضى المحرومة من المصارف مصدر لانتشار الأوبئة والأمراض الطفيلية .
يتم الصرف الجوفى بالمصارف المكشوفة أو المصارف المغطاه أو بطرق نزح المياه الجوفية .
3- الصرف الحيوي :يقصد به مدى الإستفادة من النشاط الحيوى للنباتات فعلى سبيل المثال يساعد النتج على التخلص من الماء الزائد بالتربة . ويؤثر هذا على خفض مستوى الماء الأرضى وقد إتضح أن الفدان من الأشجار الخشبية يفقد ما يقرب من 3900 م3 مياه عن طريق النتح . وهذا ما يشير إلى الفائدة الكبرى من زراعة الأشجار والنباتات الخضراء عند عمليات الإستصلاح .
المصارف المكشوفة :تعتبر المصارف المكشوفة أقدم أنواع المصارف وهي الأكثر شيوعاً فى كثير من المناطق ولكن عيوب هذه المصارف هى :
1- إستقطاع مساحات كبيرة من الأراضى .
2- تعتبر مهداً خصباً لنمو الحشائش والحشرات والأمراض .
3- تحتاج إلى تكاليف كبيرة فى تطهيرها سنوياً .
4- تحد من إستعمال الآلات الزراعية الحديثة .
وتعتبر هذه المصارف أساس عمليات الإستصلاح للأراضى الجديدة ، فهى طريقة سريعة للتخلص من الأملاح الذائبة بها . ولكن يجب العناية بتطهير هذه المصارف حتى تكون المياه مستمرة الجريان من الزواريق إلى المصرف الرئيسى ، وأن يكون البعد بين المصرف الحقلى والآخر 25 م وألا يزيد طوله عن 100 م .
المصارف المغطاه :يتم الصرف عن طريق مواسير أسمنتية أو فخارية وحديثاً مواسير حلزونية بلاستيكية ويجب أن يكون أقطار المواسير المستعملة مناسبة لتصريف المياه الزائدة الموجودة بالتربة فى مدة لا تزيد عن 24 ساعة .. ويجب ألا يقل هذا القطر عن 5 بوصات أما عمق المواسير والبعد بين الخطوط فيتحكم فيها قوام التربة ويمكن القول أن أقل عمق للحقليات هو 90 سم والبعد بينها 20 م .
والجدول التالى يعطى فكرة عن الأبعاد عن الأراضى المختلفة
نوع التربةسرعة النفاذية
البعد بين الحقليات بالمتر
طينية – طينية طميية
سلتية – سلتية طينية
صفراء
بطيئة جداً
بطيئة
متوسطة - جيدة
10 – 25 م
20 – 35 م
35 – 100 م
ويجب أن نفرق بين وسائل وأغراض الصرف أولاً فى الأراضى الغدقة ، وثانياً فى الأراضى الملحية تحت الإستصلاح . ففى حالة الأراضى الغدقة يجب أن يكفل الصرف الأغراض الآتية :
1- التخلص من الماء الزائد .
2- خفض مستوى الماء الأرضى إلى الحد الذى يمنع تلف التربة والضرر بالنباتات .
3- تحسين عوامل التهوية والأكسدة مما يتسبب عنه دفء التربة .
4- التخلص من ملوحة التربة .
5- التخلص من كميات وفيرة من الماء السطحى عن طريق مصارف ضحلة متقاربة .
بينما يتطلب الصرف فى الأراضى الملحية تحت الإستصلاح :
1- التغيير الكلى للملوحة لماء التربة بإنشاء شبكة فعالة من المصارف للتخلص من الماء الأرضى .
2- خفض مستوى الماء الأرضى دون البعد الحرج .
3- التخلص من أملاح التربة حتى لا تتعدى درجة التركيز عن 0.2 - 0.3% .
4- الملوحة :
وهى تنتشر فى أماكن كثيرة فلو كانت هذه الأراضى قريبة من مياه النيل أو فروعه ، فيجرى عليها عمليات الغسيل كما سبق .
5- الطرق والمواصلات وربطها بالوادى :
وهذا يساعد على نمو وإنتعاش هذه المناطق كما يساعد على سرعة عملية الإستصلاح والإستزراع .
علاج مشاكل الأراضي الجديدة1- القوام :القوام الخشن يساعد على فقد كل من مياه الرى والأسمدة دون أن يستفيد بها النبات . وكذلك يجعل هناك صعوبة فى إجراء العمليات الزراعية . لذلك يعالج هذا القوام بإضافة المحسنات مثل الأسمدة العضوية ( مخلفات المواشى ) كما يضاف بعضها مع أنواع الطفلة ، وهذه الإضافة لا تكون عفوية بل تخضع لدراسة هذه المواد وتحديد كميات الإضافة وطريقة إضافتها . كما يمكن التغلب أيضاً على القوام الخشن بنظام الزراعة وطرق الرى الحديثة التى تعطى للنبات كفايته مع عدم الإسراف فى مياه الرى .
2- إختلاف المناسيب :لصعوبة عمليات التسوية على نطاق واسع فى هذه الأراضى واختلاف طبيعة التربة بالعمق ( رأسياً ) وبالإمتداد الأفقى ، وخوفاً من ظهور طبقات زلطية أو طبقات غير مرغوبة على السطح ، فيتبع نظام التسوية الكونتورية مع إستخدام نظم الرى الحديثة التى تحتاج إلى عملية التسوية البسيطة للتربة .
3- مصادر مياه الرى وكفاءتها :كما سبق فإن المصدر الرئيسى لمياه الرى لهذه الأراضى وخاص البعيدة عن الوادى هي مياه جوفية ، لذلك تختلف جودة مياه هذه الأراضى من منطقة لأخرى والعلاج هو إيجاد أنسب المحاصيل التى تعطى عائداً مجزياً ، أى تطويع نوع المحصول بالنسبة للمياه الجوفية