اكتشفت مجموعة
من الشركات الأمريكية منتجا جديدا، ويحمل اسم "البلاستيك الأخضر"، وهو
مصنوع من الذرة ونباتات طبيعية أخرى.
وتكمن أهمية
هذا المنتج، إلى جانب أنه يضمن إمكانية التخلص منه عبر التحلل
الطبيعي
السريع، في أنه قادر على الحد من استهلاك النفط، الذي يقدم المواد
الأولية
الأساسية لصناعة البلاستيك العادي.
وتراهن على أنه
سيقدم بديلا بيئيا مناسبا لمشكلة مزمنة تتعلق بمادة البلاستيك الواسعة الاستخدام.
وتوقعت وزارة
الزراعة الأمريكية، وفق ما ورد في صحيفة الأخبار اللبنانية
في 11 نوفمبر/
تشرين الثاني 2007مم، أن يحتاج المزارعون إلى زراعة نحو 90
مليون أيكر
(أكثر من 360 ألف كيلومتر مربع) من الذرة بحدود عام 2010م، أي
أكثر بنحو 10
ملايين أيكر (قرابة 40 ألف كيلومتر مربع) عما هو عليه الوضع
الآن، وهذا
لتلبية احتياجات النمو الأمريكية المتسارعة.
وبات المنتج
متوفرا عبر عدة شركات، وفي مقدمتها "ميتابوليكس" Metabolix، التي تؤكد أنها تلقت العديد من طلبات التصنيع،
التي تشمل أذرع شفرات حلاقة وفناجين قهوة. فيما تؤمن شركة "نيتشر ورك"
Nature Work البلاستيك
الأخضر لمجموعة متنوعة من الاستعمالات، وفي مقدمتها عبوات
المياه.
غير أن عمل تلك
الشركات لم يسلم من الانتقادات العلمية، إذ لفت البعض إلى
أن عملية تصنيع
المنتج تساعد على ضخ كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في
الأجواء، وذلك
إلى جانب أن مكوناته الأساسية، تشمل بعض أبرز مكونات السلة
الغذائية
البشرية، مثل الذرة وقصب السكر والبطاطا الحلوة.
أما على الصعيد
الاقتصادي، فإن كلفة إنتاج "البلاستيك الأخضر"، تفوق كلفة
إنتاج
البلاستيك الطبيعي بثلاث مرات، مما قد يشكل عائقا أمام الاستخدامات
التجارية لهذا
المنتج.
وبرز في هذا
الإطار، إبداء بعض الخبراء خشيتهم من تأثير البروتينات النباتية المعدلة جينيا داخل
"البلاستيك الأخضر" على المستهلكين، خاصة إذا ما دخل المنتج بقوة في مجال حفظ
السوائل والأطعمة.
بالمقابل، قالت
وكالة حماية البيئة الأمريكية، إن "البلاستيك الأخضر" قادر
على خفض
الفاتورة الإجمالية لاستيراد النفط في الولايات المتحدة من أجل
الصناعات
البلاستيكية، بمعدل 10 في المائة، كما شددت على أن المنتج قد
يشكل حلا عمليا
لمعضلة قلة التدوير.
كما لفتت إلى
أن المنتج الجديد سيخلو بشكل كامل من المواد الكيميائية التي
تدخل في معالجة
البلاستيك العادي وفي مقدمتها مادة بوليفنيال الكلورايد السامة.
وكانت أسعار
المواد الغذائية قد ارتفعت إلى مستويات قياسية مؤخرا حول العالم، مع ازدياد استخدام بعض
النباتات لإنتاج الوقود، إذ قفزت أسعار الذرة العالمية إلى أعلى مستوى لها
منذ عقد تقريبا جراء التوسع في اعتماد الإيثانول، المستخرج منها كوقود
للسيارات.