متعة التفاؤل
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ويعجبني الفأل ) قالوا
وما الفأل ؟ قال كلمة طيبة 0 متفق عليه
فالمتفاءل يتوقع الاشياء الحسنة ويستبعد ماسواها وذلك
بالتوكل على الله
وحده ببذل الاسباب التي شرعها الله للمسلم ويترك التواكل
الذي هوديدن الكسالى والمسوفين0
يقول الشاعر المتفاءل
واني لأرجو الله حتى كأنما *** ارى بجميل الظن ماالله
صانع
قال في مختار الصحاح : الفأل ان يكون الرجل مريضا فيسمع
آخر يقول ياسالم ، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان
يحب الفأل ويكره الطيرة
)
ان كثيرا من الناس خيم عليه التشاؤم حتى اصبح رهين المحبس
في بيته لاينظر إلا النظرة السوداوية المملوءة باليأس
والخوف والهم والحزن 0
أما المتفاءل فإنه ينظر الى الامور بميزانها الحقيقي
فلاهو بالجافي الذي يهمل بدون اهتمام اومسؤولية ، ولاهو
بالغالي الذي يحمل الامور مالاتحتمل 0( وكذلك جعلناكم امة وسطا)0
المتفاءل كثيرا ماينظر الى الفرص الصغيرة السانحة التي
يراها غيره من التوافه فيصطادها منحا 0
يقول وليام ارثورد ان ابواب الفرص تفتح امام المتفاءل)
متعة الحديث2ص149
التفاؤل يجعلك تبرمج عقلك الباطن على التفكير الايجابي
فينعكس ذلك على اسعادك وزيادة حيويتك ونشاطك الذهني والبدني0
يقول الدكتور كفاح فياض ( تعلمت ان العقل كالحقل وكل فكرة
نفكر فيها
لفترة طويلة هي بمثابة ري ولن نحصد سوى مانزرع من افكار ،
سلبية كانت ام ايجابية ) افكار من ذهب ص6
نعم انه التفاؤل يجعلك تتشجع على الاقدام فتقدم ، وتفكر
فتبدع ،
التفاؤل يجعلك تواجه الحياة بروح الحي فتجعل كما قيل من
الليمون
الحامض شرابا حلوا 0
وللتفاؤل فوائد عديدة ذكر شيء منها صاحب كتاب الفنون
العشرة
الاستاذ/ موسى بن راشد البهدل 0 فقال
حسن الظن بالله
0 يجلب السعادة الى النفس والروح
0 ترويح للفرد وسرور له
0 تقوية للعزائم ومعونة على الظفر وباعث على الجد
0 اقتداء وتأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم
0 يقوي ارادة الشخص لتحقيق اهدافه وغاياته
0 يثير في ذات الشخص النظرة المستفبلية المشرقة نحو
النجاح
فلنكن جميعا من المتفاءلين المتوكلين الآخذين بالاسباب
والله من وراء القصد 0
وصفة نبوية
عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
:
(( من اصابه هم او حزن فليقل : اللهم إني عبدك وابن عبدك
وابن امتك ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك، اسألك بكل اسم هو
لك ، سميت به نفسك ، اوانزلته في كتابك ، اوعلمته احدا من
خلـــــــقك،
اواستأثرت به في علم الغيب عندك ، ان تجعل القران ربيع
قلبي ، ونور
صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي )) فقال رجل من القوم :
يارسول الله ، ان المغبون لمن غبن في هؤلاء الكلمات فقال
(اجل فقولوهن وعلموهن ، فانه من قالهن التماس مافيهن اذهب
الله تعالى حزنه ، واطال فرحه ) والله اعلم
الاذكار للإمام النووي رحمه الله ص 215
وكانت العرب تحب الفأل أيضاً حتى أنها كانت تسمي الأشياء
بمسميات على طريق التفاؤل ذكر صاحب كتاب صبح الأعشى مايلي :
فيما
يجري من ذلك مجرى التفاؤل
ويختلف
باختلاف الأحوال والوقائع ويتنوع إلى أنواع
النوع
الأول ما يوصف بالنصر
كالجيوش
والعساكر والقلاع والبريد ونحو ذلك فيقال في الجيوش والعساكر: الجيوش المنصورة، والعساكر المنصورة، ويقال في القلاع
المنصورة وقلعة دمشق المنصورة وقلعة حلب المنصورة ونحو ذلك، وكذلك يقال القلاع
المنصورة على الجمع تفاؤلاً بحصول النصر لها، ويقال في البريد: البريد
المنصور، على ما اصطلح عليه كتاب الزمان، على أن في وصف البريد بالمنصور
نظراً، لأنه إنما وضع ليوصل الأخبار ونحو ذلك، وكان الأحسن أن يوصف بالسعيد
ونحوه اللهم إلا أن يراد أنه ربما وصل به خبر النصر على العدو، وهو من أهم
المهمات، وكأنه وصف بأشرف متعلقاته.
النوع
الثاني ما يوصف بالحراسة، كالمدن والثغور
فيقال
في المدن مصر المحروسة والقاهرة المحروسة ودمشق المحروسة وحلب المحروسة ونحو ذلك.
ويقال في الثغور الثغر المحروس وثغر الإسكندرية المحروس وثغر رشيد المحروس وثغر دمياط المحروس وثغر أسوان
المحروس ونحو ذلك تفاؤلا بوقوع الحراسة لها. على أنه لو وصفت القلاع
أيضاً بالحراسة فقيل القلعة المحروسة والقلاع المحروسة ونحو ذلك لكان له
وجهٌ ظاهر. وبكل حال فكل ما كان محل خوفٍ مما ينبغي حراسته والاحتفاظ به،
حسن وصفه بالحراسة.
وقد رأيت من يذكر ضابطاً لذلك في البلاد: وهو أن كل مدينة مسورة يقال فيها محروسة وإلا
فلا، وهو بعيد، والظاهر ما قدمنا ذكره.
النوع
الثالث ما يوصف بالعمارة، كالدواوين
وهي
المواضع التي يجلس فيها الكتاب على ما تقدم بيانه في مقدمة الكتاب وغير ذلك. فيقال:
الديوان المعمور والدواوين المعمورة تفاؤلاً بأنها لا تزال معمورةً بالكتاب، أو بدوام عز صاحبها وبقاء دولته.
النوع
الرابع ما يوصف بالسعادة، كالدواوين أيضاً
فيقال
الديوان السعيد والدواوين السعيدة تفاؤلاً بدوام سعادتها بدوام سعادة صاحبها.
النوع
الخامس ما يوصف بالقبول
كالضحايا
المقبولة تفاؤلاً بأن الله تعالى يتقبلها، وهو في الحقيقة بمعنى الدعاء، كأنه يقال
تقبلها الله تعالى.
النوع
السادس ما يوصف بالبر، كالصدقة والأحباس
فيقال
في الأحباس: الأحباس المبرورة وفي الصدقة الصدقة المبرورة تفاؤلاً بأنها تكون جاريةً
مجرى البر الذي يلحق به الثواب. وكتاب الجيش ونحوهم يستعملون ذلك في وصف الرزقة أيضاً، وهي القطعة من الأرض
ترصد لمصالح المسجد أو الرباط أو الشخص المعين. فيقولون: الرزقة
المبرورة لجريانها مجرى الصدقة.
النوع
السابع ما يوصف بالخذلان، كالعدو ونحوه
فيقال:
العدو المخذول على الإجمال وفلانٌ المخذول بالتصريح باسمه وأهل الكفر المخذولون ونحو
ذلك تفاؤلاً بأن الله تعالى يوقع بالعدو الخذلان ويرميه به.