نبذة عن صناعة الجبن
ويتطلب لنجاح صناعة الجبن توافر المادة الخام الرئيسية – وهي اللبن – على درجة عالية من الجودة والنقاوة علاوة على توافر الخبرات الفنية والعلمية، وهذا يؤكد أن صناعة الجبن علم وفن معا، فقد يوجد الكثير من الصناع المهرة الذين يجيدون صناعة العديد من أصناف الجبن المعروفة مما اكتسبوه من خبرة على مر السنين، ولكن لا يوجد سوى قليلين يجمعون بين فن صناعة الجبن وعلم صناعة الجبن.
عرف الإنسان منذ القدم صناعة الجبن، فآثار المصريين القدماء تدل على أنهم عرفوا صناعة الجبن منذ أكثر من 4000 عام قبل الميلاد، وفي سيبيريا منذ 2000 عام وفي إيطاليا صنعوا جبن البارميزان منذ 1200 عام وفي فرنسا عرفوا جبن الركفور منذ 1000 عام وجبن التشيدر في إنجلترا منذ 500 عام.
أغلب الظن أن الإنسان الأول اكتشف ولو بالصدفة أن الجبن أكثر قابلية للحفظ والتخزين دون أن يحدث لها تلف أو فساد من اللبن الحليب، وبالتالي استطاع أن يوفر لنفسه غذاء جيد ومناسب خلال سفره وتنقلاته التي تتطلبها ظروفه المعيشية، وكانت صناعة الأنواع المختلفة من الجبن قاصرة في البداية على أماكن وجودها ومع توافر وسائل التنقل وسهولة الاتصال بين بلدان العالم وانتشار الهجرة من مكان لآخر، انتقلت صناعة الأنواع المختلفة من الجبن من مناطقها الأصلية إلى معظم بقاع العالم.
بدأت صناعة الجبن في القدم باستخدام قطع المنفحة المأخوذة من المعدة الرابعة للعجول الرضيعة كمادة تجبن ضاف للبن بعد الحلب مباشرة حيث يكون البن دافئا مما يساعد على التجبن، ولم يطرأ تطور يذكر على صناعة الجبن حتى عام 1870 م حين استطاع Hansen في الدانمارك من إنتاج مستحضر نقي من المنفحة التجارية وعرضه لبيع في الأسواق، وثم استخدامه على نطاق واسع في صناعة الجبن مما ساعد كثيرا في التغلب على الكثير من مشاكل صناعة الجبن في ذلك الوقت، وفي عام 1900 حدث تطور كبير لصناعة الجبن نتيجة للتطور العلمي الذي أتاح لصانع الجبن إمكانية إجراء معاملة اللبن بالحرارة وخاصة البسترة والذي ساهم بدوره في التخلص من الميكروبات الضارة التي يمكن أن توجد في اللبن، كذلك أمكن قياس درجة حموضة اللبن خلال عملية التصنيع مما يمكن معه ضبط طريقة الصناعة، كما أمكن إنتاج مزارع نقية من بكتريا حامض اللاكتيك التي تستخدم كبادئات لصناعة العديد من أنواع الجبن، وفي عام 1950 م حدثت طفرة هائلة وقفزة واسعة في صناعة الجبن وذلك نتيجة استخدام الميكنة Mechanization واستخدام الإنتاج بالطرق المستمرة Continuous Process ، كذلك التطور الكبير في وسائل التعبئة والتغليف والتخزين والتسوية.
القيمة الغذائية للجبن
يحتوي الجبن على جميع محتويات اللبن تقريباً من الدهن والبروتين، كما أن نسبة وجودهما في الجبن أعلا بكثير من نسبة وجودهما في اللبن:
مصدر هام ورخيص للبروتين الحيواني
مصدر غني بالكالسيوم وبعض الفيتامينات الهامة
مصدر هام للطاقة الحرارية اللازمة لجسم الإنسان
يتميز بارتفاع قابليته للهضم والامتصاص داخل الجسم
يدخل في إعداد الكثير من الأغذية
معدل الاستفادة منه كغذاء مرتفع جدا حيث يستهلك كله دون أن يتخلف عنه شيء لا يؤكل.