منة نائب مدير المنتدي
عدد المساهمات : 205 تاريخ التسجيل : 23/11/2009
| موضوع: فلسفة مكافحة القوارض الخميس 03 يونيو 2010, 3:36 am | |
| فلسفة مكافحة القوارض : كانت اتجاهات مكافحة القوارض ولا زالت تعتمد على تحقيق هدفين: الأول، القضاء على أحد مصادر الأمراض التي تصيب البشر، والثاني، الحد من إتلاف أرزاق البشر. واتخذت المكافحة اتجاهين: الأول، الوقاية من القوارض قبل اللجوء لمكافحتها، وذلك بالتقيد بتصاميم أبنية ومخازن تمنع وصول القوارض إليها، والثاني، القتل بأساليب مختلفة (كيميايئية، ميكانيكية، حياتية) والعمل بقدر الإمكان على تجنب الإفراط باستخدام الكيمياويات حفاظا على البيئة.
لقد قدمنا في البداية عادات وسلوك القوارض، وطرق تحركها وتكاثرها، وهي أمور لا بد من فهمها حتى نستطيع أن نتبع سياسات ممنهجة لمكافحة القوارض، فتنقل القوارض ليلا، وخروجها من حصونها في الربيع والصيف الى الساحات والعراء. كما أن التنوع في المكافحة وطرقها لكسر إمكانيات تكيف القوارض تجاه الأساليب النمطية المتبعة.
بكل تأكيد، إن نجاح حملات مكافحة القوارض مرتبط ارتباطا وثيقا بوجود القوانين الخاصة والاهتمام بالنظافة العامة والتشديد على محلات بيع وتصنيع وتخزين المواد الغذائية والمطاعم من قبل الإدارات المحلية للمدن والبلديات ودوائر الزراعة ومؤسسات التثقيف الجماهيري وما تنشره من إرشادات للمواطنين. المسح الميداني :تنطلق مهام المتخصصين في مكافحة القوارض من عمليات مسح وتحر وكشف لمكان المكافحة وتهيئة المعلومات اللازمة للحملة وتشمل:
أ ـ طبيعة المكان ونوعه .. فالأمكنة المغلقة من سايلوهات ومنازل ومزارع وان اختلفت عن بعضها فهي غيرها بالحقول والمجاري والأمكنة المفتوحة. حيث ستختلف الآلية والمواد حسب طبيعة المكان.
ب ـ موقع المكان وما يحيط به الذي يمكن أن يكون عاملا مساعدا لانتشار القوارض أو هجرتها من محل الى آخر. وهذه النقطة المهمة يمكن التعرف عليها من خلال البراز والشعر الذي تتركه القوارض في تلك الأمكنة (ممرات ومداخل معينة).
ج ـ لا تكون النقطتان السابقتان مهمتين في مكافحة القوارض، إلا إذا تبعهما نقطة هامة أخرى وهي دراسة المجموعات السكانية للقوارض الموجودة وتقدير كثافتها..
المؤشرات الحياتية الدالة على وجود القوارض: هناك دلالات يستدل المختصون فيها على وجود القوارض، فالقوارض التي تبري أسنانها باستمرار تترك أثرا بالأشياء التي تبري أسنانها بها كالأخشاب والبلاستيك وغيره. كما أن تحديد عمر (براز) القوارض وشكله يدل على نوع القوارض وآخر مدة وجدت بها. فالبراز الحديث لفئران المنازل يكون لامعا دقيق النهاية. في حين يختلف عند الجرذ الأسود والنرويجي المنتشرة في المناطق الرطبة والمجاري.. والأجزاء المبروشة أو التي تعرضت لقضم وبري أسنان القوارض من الأخشاب تكون فاتحة اللون، في حين القديمة تميل للون غامق. كما أن الجحور المعمولة حديثا أو التي تم زيارتها حديثا من قبل القوارض يتم التعرف عليها من خلال حبات التراب أو تناثره.. تقدير كثافة القوارض :يتم التعرف على أعداد القوارض من خلال مصائد خاصة تكون المسافة بين كل مصيدة 15م ويتم تفقدها قبل الصباح حتى لا تتعرض للضواري المفترسة.. وتكون الكثافة = عدد الحيوانات المصطادة/(عدد المصائدx عدد الليالي)x100وهناك طريقة يتم تحديد أعداد القوارض فيها بشكل تقريبي نستخدمها، وهي إن رأينا جرذين في الليل في منطقة فهذا يعني أن هناك عشرين جرذا، وإن رأينا جرذين في النهار فإن هناك 200 جرذ في المنطقة( ما نراه ليلا مضروبا بعشرة) و( ما نراه نهارا مضروبا في مئة) .. طرق مكافحة القوارض درج المختصون على تبويب طرق مكافحة القوارض بثلاث طرائق هي : الفيزيائية (الميكانيكية) والحياتية والكيميائية.. ويضاف لتلك الإجراءات إجراء هام يطلق عليه العلماء اسم الإصحاح البيئي، ولا بأس أن نجعل مقاربتنا في الحديث عن طرق المكافحة به .. الإصحاح البيئي Environmental Sanitation يعني هذا المصطلح بمفهومه العلمي، القيام بإدارة وصيانة الوسط المعيشي، وهذا يتضمن ترتيب و نظافة الدور السكنية، والتخزين الجيد للمواد الغذائية والتجميع والحفظ السليمين للفضلات والنفايات والتخلص من الأماكن التي تختبئ فيها القوارض وتجد ما يلائمها من وسط لمزاولة نشاطها، ويمكن تلخيص خطوات المتبعة في الإصحاح البيئي بما يلي:
1ـ التشديد على المطاعم والمخابز ومخازن بيع المواد التموينية بإحكام المنافذ التي تصل من خلالها القوارض، من حيث جودة الأرضيات وعدم التخزين في العراء، وعدم رمي النفايات في أماكن يمكن وصول القوارض إليها، وتجنب وضع تلك النفايات في صناديق صغيرة يمكن قلبها من قبل القوارض أو الحيوانات السائبة الأخرى كالكلاب والقطط وغيرها ..
2ـ عدم ترك أي فتحة أو شق يزيد عرضه عن 1سم، حيث تستطيع فئران المنازل وفئران الحقل أن تكيف نفسها للدخول من شقوق تتراوح بين 2و3سم.
3ـ عدم ترك المواد التموينية في ساحات عامة كأسواق الخضار وتجميع الحبوب في مواسم الحصاد في أماكن يطول بقائها فيه عدة أيام، مما يفسد من خطط محاصرة القوارض ويخرب الخطط التي تقوم به البلديات أو دوائر الصحة والزراعة .. التحصين ضد القوارض Rodent Proofingنعني بالتحصين ضد القوارض هنا، بوضع الموانع التي تحول دون وصول القوارض الى داخل البيوت والمخازن والمطاعم والمستشفيات والمزارع والمدارس .. وهي وسائل معمارية صرفة تتمثل بما يلي :
1ـ أن لا تقل سماكة أسس الأبنية عن 50سم، مدكوكة ومضغوطة جيدا. 2ـ أن تغطى الأرضيات قبل التبليط بطبقة من الكونكريت الذي يتخلله شبكة من أسلاك ال (BRC) المربعة، التي تمنع تشقق الأرضيات . 3ـ أن تكون منافذ الأنابيب للمياه ومياه الصرف الصحي والتدفئة والتبريد، ملتصقة جدا بالجدر الكونكريتية، دون أي فراغ حتى لا تصبح مستقبلا، نقاط سهلة لاختراق القوارض لتلك المنافذ.. 4ـ أن تكون الشبابيك والأبواب محكمة الإغلاق، ودون ترك منافذ سفلية تحت الأبواب، كما يفضل أن تكون الأبواب الخارجية من المعادن، وإن تعذر ذلك أن يضاف جزء معدني لا يقل ارتفاعه عن 30سم في أسفل الأبواب الخارجية. 5ـ مراقبة التقيد بالاتفاقيات العالمية للسفن والتي تشدد على التحصن من دخول القوارض ونقلها من ميناء لآخر. المواد الصادة أو الطاردة للقوارض Repellentsتعتمد تلك الطريقة على اختيار مواد تتحسس القوارض من رائحتها الطاردة، فتمنعها من الاقتراب، وكذلك النكهات المنفرة أيضا .. وقد تم تجريب العديد من تلك المواد وبالذات في مجال (كيبلات) الهاتف والكهرباء وغيرها، حتى لا تزيل القوارض الطبقة البلاستيكية المغلفة للأسلاك، أثناء بريها لأسنانها في قضم تلك المواد ..
ولكن لحد الآن لم يتوصل العلم لاختيار مواد طويلة المدى في طردها للقوارض، ويمكن إدراج المواد الطاردة التالية (بغض النظر عن أسمائها التجارية) كأنجح مجموعة من المواد الطاردة 1ـ Rotran( R-55)-Tert-butyl dimethyltrithioperoxycarbamate 2ـ Thriam-bis(dimethylthiocarbamyl) disulphide3ـ Cycloheximide4ـ Tributilin salts الطريقة الفيزياوية (الميكانيكية) في مكافحة القوارض تعتمد هذه الطريقة على وسائل مختلفة منها: الحراثة العميقة في الحقول و(طربسة) المساحة كاملة، أي غمرها بالماء لإجبار القوارض على الخروج خوفا من الاختناق، وقد شاهدت ذلك بنفسي في السبعينات من القرن الماضي في محطة أبحاث نينوى (الموصل)، عندما كان يفيض نهر دجلة في بدايات الصيف، فيغمر الحقول، وتتسلق الجرذان على الأشجار فيلاحقها العمال ويقتلونها ..
كما أن استخدام الأصوات المنفرة هو أسلوب يتبع الطريقة الميكانيكية، وهذه الطريقة استخدمناها في تنفير طيور (الزرزور) التي تهاجم ثمار الفاكهة الناضجة، باستخدام مدافع (الكربيد) الذي تتحول فيه المادة الصلبة بمجرد ملامستها للماء الى حالة غازية، تنتج صوتا شبيه بصوت المدفع، لكنها طريقة لم تعط نتائج كبيرة، حيث اعتادت الطيور على انتظام خروج الصوت.. وأعتقد أن ذلك سيحدث مع القوارض التي تتفوق بذكائها على الطيور ..
كما أن المصائد تعتبر من الطرق الميكانيكية، حيث تقسم الى قسمين: قسم قاتل، أي يقبض على القارض ويقتله، ولكنه لا يفضل في البيوت، لتفسخ القوارض المصطادة، وانبثاق روائح نتنة منها .. وهناك المصائد التي تغلق بابها على القارض المصطاد دون قتله.. وتفيد تلك الوسائل مع فئران المنازل، لتعودها على رائحة الإنسان الذي تعيش بالقرب منه، ولكنها لا تنفع في المزارع والحقول .. ويفضل غسل المصيدة بعد كل مرة تفلح فيها بالقبض على قارض.. كما أن استخدام الطعوم مهم جدا، وقد ثبت أن المصيدة دون طعم تكون كفاءتها ربع كفاءة المصيدة بالطعم .. وأفضل الطعوم هو الخبز المقلي مع البصل ..أو الخيار و البطيخ وأحشاء الأسماك..
ويجب أن لا يعول على الطريقة الفيزيائية (الميكانيكية) وحدها ..
الطريقة الحياتية (البيولوجية) وهي تعني تلك الطرق التي تستخدم الأعداء الطبيعيين للقوارض، من حيوانات وبكتيريا و غيرها، إضافة لاستخدام الخصائص الوراثية..
الأعداء الطبيعيين وتشمل تلك القائمة، القطط والطيور الجارحة كالشاهين والصقور والباشق والبوم .. كما تشمل القطط الوحشية والثعالب وبنات آوى وبنات عرس والأفاعي .. والتي تتغذى بشكل رئيسي على القوارض، لذلك فان مطاردة الإنسان لتلك الحيوانات قد أخل بالتوازن الطبيعي وجعل تكاثر القوارض يزداد عن حده الطبيعي في العقود الأخيرة ..
ومع ذلك فإن تلك الأعداء الطبيعية للقوارض ليست كفيلة بالقضاء عليها ..
المزروعات البكتيريولوجية : شهد العالم منذ نهاية القرن التاسع عشر، نشاطا كبيرا في استزراع أصناف من البكتيريا المسببة للأمراض في القوارض، حيث ابتدأ العالم الروسي Gamalaie باستخدام عزلة مسبب كوليرا الدجاج عام 1888 ولكن التجارب والاستخدام لهذا المسبب لمرض القوارض قد توقف عام 1891 لخطورته، وفي عام 1891 استخدم العالم الألماني Leufler بكتيريا سببت وفاة كل القوارض التي عمل عليها، وكانت في الحقيقة صنف من السلمونيلا أو التيفوس .. وتتابعت أبحاث العلماء الروس حتى وصلوا لمبيد بكتيري أعطوه رقما بدل الاسم وهو (5170) أثبت فاعليته .. وقد طور عليه الكوبيون قبل عدة سنوات تطويرا هاما، إذ أدخلوا عليه بعض المحسنات وخلطوها مع (سرس) الرز، فكان الجرذ إذا تناول منها تقطعت أمعاءه بعد يومين أو ثلاثة، ويصبح أثره وأجزاء جسمه المتحلل أو حتى شعره الذي يتساقط منه مسببات لموت جرذان أخرى بالملامسة. المكافحة الوراثية : استنبط هذا النمط من المكافحة، من خلال استخدام المكافحة الحياتية التي اعتمدت في أحد جوانبها المعقمات الكيميائية، فنبهت العلماء والمختصين للتدخل في التحكم بالعوامل الوراثية، والتي بدأها ( Srebrovski) في الأربعينات من القرن الماضي، عندما اقترح حلولا علمية ونظرية في تحوير المواصفات الوراثية للآفات الزراعية، وقد استحسن المختصون هذا المنحى من المكافحة، لما له من خصائص تقلل من الاعتماد على الكيميائيات في العلاجات الزراعية، وما تترك من آثار ملوثة للبيئة..
ويعني مصطلح مكافحة وراثية: هو ما يتم اكتشافه من تحويرات أو تغيرات بصورة طبيعية أو ما يتم تجريبه على الجينات الطبيعية Gene Pool لعشيرة ما من القوارض أو الآفات الزراعية باستحداث (طفرة) وراثية بواسطة الكيميائيات أو الأشعة لإنتاج أجيال عقيمة أو ضعيفة من تلك الأفراد أو أن أبناء تلك الأفراد لا تستطيع الصمود أمام الأحوال الجوية أو أي عوامل أخرى تستهدف تلك الأفراد ..
وإن إدخال هذه المواد تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة في عملية إنتاج الخلايا الجرثومية Germ Cells الذكرية والأنثوية قبل التزاوج وبعده ولكن قبل عملية التلقيح .ويكون عملها كما يلي : 1ـ تؤثر في الأغلفة الخلوية وتمنع تكوينها بصورة طبيعية وخاصة أذناب الحيامن مما يقلل من قدرتها على الحركة والانتقال للبويضة لتلقيحها. 2ـ تغير التركيب الكيميائي ولزوجة المواد المحيطة بالبويضة بحيث يمنع أو يعيق وصول الحيمن لها لتلقيحها.. 3ـ تمنع التصاق البويضة المخصبة على الغشاء الرحمي بسبب استحداث تغيرات كيميائية في الوسط الرحمي، أو تغيير درجة حموضة السائل الرحمي. 4ـ تهاجم الأجنة الملتصقة على الرحم بغض النظر عن عمرها وتسبب الإسقاط المستحدث Induced Abortion . 5ـ تؤثر في الجهاز التناسلي للمواليد الجديدة في أثناء أطوار نموها ونضوجها مسببة لها عقما دائما. 6ـ تسبب عدة أنواع من الاضطرابات الفسلجية في الولادات الحديثة مسببة الموت أو تشويهات خلقية فيها. 7ـ تسبب تعطيل عملية إنتاج (الفورمونات الجنسية) التي تجذب الجنس الآخر (وهي مسألة موجودة عند كل أفراد الطوائف الحيوانية) فتفتر عملية التزاوج. 8ـ إذا زاد تركيز تلك المواد في تكوين الجهاز العصبي في القوارض فإن الأجنة ستموت في مراحل تطورها المختلف وتسقط قبل الولادة. 9ـ إن قسما من تلك المعقمات الكيميائية المستخدمة في المكافحة الوراثية، هي سامة أصلا، وسيعمل باتجاهين أحدهما للقتل والآخر لإعاقة التكاثر..
لقد تطورت الدراسات في إنتاج تلك المعقمات منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي .. ويتم تقييمها من قبل العلماء وبالذات في شرق أوروبا بين كل فترة لإنتاج أجيال أكثر فاعلية وتطور على الحالة الجنسية لكل من الذكور والإناث في القوارض ..
ومن بين تلك المواد هي المواد المضادة للأستروجينات ( (Antiestrogenic ذات الطعم اللذيذ جدا للقوارض، وعلى شكل طعوم مائية، وقد ثبت فعاليتها المنقطع النظير في الحقول ومزارع الدواجن والأبقار .. كما أن منها (الألفا ـ كلورهايدرين Alpha Chlorhydrin) الذي خفض من خصوبة الجرذ النرويجي (المنتشر في البلدان العربية) حتى أصبحت خصوبة ذكوره 20% مما كانت عليه ..
كما أن صنفا من تلك المعقمات الكيميائية يسمى (BDH 10131) وتركيبه الكيميائي هو 3- Cyclopentyl ether of 17a-hexa-1,3 diynyoestra- 1,1,3,5(10)-trien-17B-01.. وهذا الصنف استخدم في المكبات حيث تعيش طائفة من الجرذان قدر عددها بين 500 و1000 جرذ، واستخدم بخلطه كطعم مع الحبوب، لمدة ثلاثة أسابيع بدونه ، وبعد ما تعودت الجرذان على خلطة الحبوب تم إدخال الطعم بها لمدة 6 أيام .. وكان يتم اصطياد بعض الإناث ومقارنتها بإناث تم اصطيادها من أمكنة غير مكافحة، فوجد خلال 26 أسبوع أن الإناث المصطادة من الأمكنة المكافحة لم يكن بينها أي أنثى حامل .. في حين كانت الإناث المصطادة من الأمكنة غير المعاملة به كلها حوامل ..
و تجدر الإشارة الى أن تلك الدراسات لا زالت على قدم وساق على مركبات أدخل فيها مواد كالزئبق وكلوريد الكادميوم والرصاص .. الطريقة الكيميائية في مكافحة القوارض
الغازات السامة : استخدام الغازات السامة من أقوى الطرق وأكثرها نجاحا في مكافحة القوارض وحتى الطفيليات والحشرات والعناكب وغيرها، وذلك للخاصية التي يتمتع بها الغاز في ملاحقة الكائنات الحية وقتلها حتى في جحورها ومخابئها غير الظاهرة للعيان .. ولكن على من يريد أن استخدام تلك الطريقة أن يكون حذرا جدا فقد تسبب بعض الأخطاء الى الموت لأعداد كبيرة من الكائنات الحية غير المستهدفة في المكافحة، حتى الإنسان نفسه، ومن أطرف الحوادث التي واجهتها في بيع تلك المواد، أن أحد الرعاة اشترى أنبوبة بها 30 قرصا سريع التسامي والتبخر من نوع (فوستوكسين هندي الصنع) .. وكان معه مرافق له، وفي طريقهما الى البادية لاحظ المرافق أن السائق يترنح بسيارته وبدا وجهه شاحبا، فتدخل وفتح النوافذ وأوقف السيارة، فإذا بالأنبوبة الغازية للأقراص قد انفتحت جراء السير غير المنتظم .. وبدأت الغازات تأخذ مفعولها على السائق قبل صاحبه وكادت أن تقتلهما ..
شروط استخدام الغازات في التخلص من القوارض والطفيليات و العناكب والأفاعي و بنات عرس وغيرها :
1ـ أن يتروى صاحب المتجر أو من يصرف ويبيع تلك المواد في بيعها، حتى يتأكد من قدرة من يشتريها على الالتزام بتطبيق الطرق الصحيحة. 2ـ أن تخلو الحجرات أو المخازن أو المزارع من أي فتحة، ويتفقد من يريد تطبيق تلك الطريقة في إحكام إغلاق تلك الفتحات بأشرطة لاصقة حتى لو كانت ثقوب وفتحات مفاتيح الأقفال .. ليضمن تقليل الكلفة ويضمن فاعلية الطريقة.. 3ـ أن يتمتع من يستخدمها بسرعة التنفيذ، فمثلا (ألواح الفورمالدهايد) التي تستخدم في قاعات المزارع والفقاسات (المفرخات) تحتاج لإشعال النار في أطرافها، وتوضع عدة ألواح في عدة أمكنة، فإن لم يكن العامل أو المهندس سريعا في تنفيذ ذلك فإنه سيصاب بالدوار السريع وقد يسقط صريعا .. لذا فإن السرعة مع استخدام الكمامات هامة جدا .. 4ـ تجنب صرف تلك المواد للمنازل، لما قد يتسرب من غاز الى غرف النوم، وإن كان لا بد من ذلك، فيجب أن يُخلى المنزل لمدة أربعة أيام، وعند فتحة يجب الحذر، وعلى أيدي مختصين لا هواة .. 5ـ أن يُختار مادة وزنها الجزيئي الذي يجب أن لا يقل عن 29 حيث أن الأخير هو الوزن الجزيئي للهواء، لأنه في حالة خفة الوزن الجزيئي للغاز السام لن نستفيد في وصول الغاز للجحور والأرضيات ..
وهذه بعض الأسماء الكيمائية للغازات السامة المستعملة 1ـ سيانيد الكالسيوم Ca (CN2)يستخدم في الأماكن المفتوحة، حيث يُضخ في جحور القوارض، بشكل حبيبات تتحول على وجه السرعة الى غاز سيانيد الهيدروجين HCN وعلى الهيئات العامة أن لا تبقي عمال المكافحة في هذا النوع من العمل مددا أكثر من سنة، لأن بقايا المبيد ستتراكم لديهم وتسبب لهم أمراضا مزمنة .. وإن حدث وتسمم أحد بهذا الغاز (جرعته القاتلة 300جزء بالمليون) فترياقه هو (نترات الأملين) التي تأتي بشكل (أمبولة) تكسر وتوضع تحت أنف المتسمم ريثما ينقل المريض الى المستشفى .. 2ـ بروميد المثيل CH3Br غاز عديم الرائحة عالي السمية، يستخدم للتعفير اعتياديا ضد الآفات المخزنية ومن ضمنها القوارض. لا يستخدم هذا الغاز في درجات حرارة دون ال 4 درجات مئوية، لبقائه متجمدا، كما لا يستخدم الكفوف البلاستيكية لذوبانها السريع من أثر الغاز .. كما يجب الحذر من أثره على العينين .. والابتعاد عن استخدامه قرب جذور النباتات لأنه سيقتلها دون شك .. واستخدامه يتم بواسطة ضخه بخراطيم خاصة في جحور القوارض في المستودعات والموانئ ..
3ـ كلوربكرين CCl3No2وهو الذي يُعرف بغاز الدموع، والفئران تموت إذا أخذت 32جزء بالمليون حيث كان يستخدم بخلطه مع زيت المحركات الثقيلة ..
4ـ فوسفيد الهيدروجين H3Pيُسمى هذا الغاز ب (الفوستوكين) ولقد استخدم لسنين عديدة .. وهو مخلوط من (كارباميت وفوسفيد الألمنيوم) يوضع بشكل أقراص مضغوطة وزن القرص 3غم.. عند فتح الأنبوبة التي تحوي 20ـ30 قرص (حسب الشركة الصانعة) ووضع تلك الأقراص في المستودعات أو داخل الجحور فإنها تتحلل الى فوسفيد الهيدروجين وهيدروكسيد الألمونيوم وأمونيا وثاني أوكسيد الكربون .. وكما قلنا في الشروط أن استخدامه يحتاج الى أمكنة محكمة الإغلاق، لكن إذا أردنا تعقيم حبوب في العراء من القوارض والحشرات، وكانت معبأة في أكياس، فإن علينا تغطيتها بغطاء بلاستيكي غير مثقوب وتثبيت أطرافه بواسطة أنابيب أو دفنها. ثاني أوكسيد الكربون CO2كان يستخدم في بداية الأمر لمكافحة فأر البيوت في المخازن المبردة، وذلك بأقل من ساعتين على تركيز 23%.. ويمكن استخدامه على هيئة صلدة (الثلج الجاف)*1
أول أوكسيد الكربون COغاز سام وخانق جدا، وهو الذي يطلقه الفحم المشتعل، يكون قاتلا عندما يكون تركيزه في الفضاء المحيط بالكائن الحي 0.35% .. وممكن إدخال خرطوم موصول بالعادم (إكزوست السيارة) في وكر القوارض لمدة خمسة دقائق، فإنه سيقضي عليها، مع الانتباه لإغلاق فتحات أخرى قد تسرب الغاز.
ثاني أوكسيد الكبريت SO2غاز عديم اللون غير قابل للاشتعال ذو رائحة مهيجة قوية طاردة، يؤثر على الجهاز العصبي والعيون، ممكن خلطه مع (نترات البوتاسيوم) وشحم .. وحرق الخليط داخل جحور القوارض، فتخرج القوارض (دايخة) ممكن مسكها للأبحاث أو قتلها والتخلص منها .. مبيدات القوارض وصلنا للجزء المهم والذي يشكل نهاية للموضوع، وهو المبيدات، وهذه ممكن أن تكون بشكل طعم يؤكل من قبل القوارض، أو معاجين يكون أساس المعجونة من الزفت أو الزيت الثقيل، المخلوط بالمبيد، ومن المعروف أن القوارض تنظف أنفسها و صغارها أولا بأول، فيكون وضع المبيدات بطرقاتها وجحورها له أثر مماثل لتلك التي تخلط بالمواد الغذائية أو ماء الشرب.
ويجب أن تتوفر بمبيد القوارض المواصفات التالية: 1ـ أن يكون ساما إذا تم تناوله بكمية قليلة أو متوسطة. 2ـ أن يكون طعمه لذيذا وجاذبا للقوارض المختلفة. 3ـ أن يكون تأثيره بطيئا وغير فوري حتى لا تنتبه القوارض منه وتتجنبه. 4ـ أن يكون تأثيره في الإناث والذكور وبمختلف الأعمار. 5ـ أن لا يكون له تأثير جانبي على حيوانات أخرى غير مستهدفة. 6ـ أن لا تظهر القوارض ضده حالة المقاومة أو التحمل الفسيولوجي. 7ـ أن تكون خطورته قليلة أو معدومة على الإنسان والحيوانات الأليفة. 8ـ أن يكون رخيص الثمن جاهزا للاستعمال. 9ـ أن يتحلل الى مواد غير ضارة في الماء أو التربة.وتقسم المبيدات من حيث سرعة تأثيرها الى قسمين : أولا ـ المبيدات سريعة المفعول Acute Rodenticidesوهي المبيدات التي تسبب الموت للقوارض خلال ساعات، وهي الأكثر انتشارا حتى الآن، ويعاب عليها خطورتها على الإنسان والحيوانات غير المستهدفة وأثرها السيئ في البيئة، كما أن القوارض تنتبه لها وتتجنبها، ولن نتطرق الى الأسماء التجارية في هذه المجموعة بل سنذكر اسمها الكيميائي:
أ ـ المبيدات عالية السمية وشديدة الخطورة: منها (ثالث أوكسيد الزرنيخ) و (كريميدين) و (فلوراسيتاميد) و (فلورخلات الصوديوم والباريوم ) و (كبريتات الثاليوم) و (الستريكينين) وغيرها.
ب ـ مبيدات متوسطة السمية والخطورة: مثل (آنتو وكالسيفيرول) و (فوسفيد الزنك) وغيرها.
ج ـ مبيدات ذات حد أدنى من الخطورة: منها (البصل الأحمر) و(نوربورمايد).
ثانيا: المبيدات مانعة التخثر Anticoagulant Rodenticidesتشترك كل المبيدات الواقعة تحت هذا التصنيف في خواصها المانعة لتخثر الدم والتي تجعل من النزف المستمر لتثبيطها فعل (البروثرمبين Prothrombin) الذي يجلط الدم النازف .. وهي نفس الجذر من الأدوية التي تعطى لمرضى القلب من البشر .. وقد كان لهذه المجموعة فعل سحري في النصف الثاني من القرن الماضي (العشرين) و الحكمة منها أن مفعولها يأتي من خلال تناول عدة جرعات صغيرة خلال أربعة أيام.. ومنها :
1ـ وارفارين Warfarin2ـ فومارين Fumarin3ـ ركومين Racumin4ـ ديفيناكوم Difenecoum5ـ بيفال Pival6ـ دايفاسينون Diphacinone7ـ بروديفاكوم Brodifacoum8ـ فلوكومافين Flocoumafen9ـ كوماكلور Coumachlor10ـ بروماديولون Bromadiolone11ـ كلوروفاسينون Chlorophacinoneإجراءات الأمان عند التعامل مع السموم
1ـ وضع السموم في أماكن لا تصلها أيدي الأطفال أو الحيوانات الاقتصادية. 2ـ حفظ السموم في أواني محكمة الإغلاق، وفي مخازن غير متاح للجميع الوصول لها .. 3ـ تخلط السموم في أماكن جيدة التهوية ولا يسمح بالتدخين أو الأكل والشرب في تلك الأماكن أثناء خلطها.. مع استخدام كل وسائل الوقاية من كفوف وأقنعة. 4ـ تغسل الأواني المستعملة غسلا جيدا بعد الانتهاء من الخلط، كذلك الحال مع المعدات والكفوف المطاطية .. 5ـ وضع علامات تحذير في المناطق المعاملة بالسموم.. وحبس الحيوانات الأليفة أو منعها من الوصول الى مكان المعاملة. 6ـ إبعاد الحيوانات الميتة من المعاملة وحرقها ودفن بقاياها .. 7ـ معرفة (ترياق) كل صنف من السموم والاحتياط عليه، عند حدوث حالات تسمم وأخذ الترياق مع المصاب الى المستشفى، لعدم الإلمام الكافي عند العيادات والمستشفيات بالتعامل المتخصص مع تلك الحالات.
| |
|
نيفين رجب عضو مميز
عدد المساهمات : 431 تاريخ التسجيل : 22/05/2010
| موضوع: رد: فلسفة مكافحة القوارض الخميس 03 يونيو 2010, 10:27 am | |
| | |
|
Noura مراقب المنتدي
عدد المساهمات : 1655 تاريخ التسجيل : 16/01/2010 العمر : 36
| موضوع: رد: فلسفة مكافحة القوارض الخميس 03 يونيو 2010, 9:27 pm | |
| | |
|