دخل أحد النحويين السوق ليشتري حماراً فقال للبائع : أريد حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر إن أقللت علفه صبر وإن أكثرت علفه شكر لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري إذا خلا في الطريق تدفق وإذا أكثر الزحام ترفق . فقال له البائع : بعد أن نظر إليه ساعة دعني إذا مسخ الله القاضي حماراً بعته لك .
* ولقى رجلاً من أهل الأدب وأراد أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن في اللغة فقال: أخاك أخوك أخيك هاهنا ؟ فقال الرجل : لا .لي . لو ما هو حضر.
* وقدم علي ابن علقمة النحوي ابن أخ له فقال له : ما فعل أبوك ؟ قال : مات . قال: وما كانت علته ؟ قال : ورمت قدميه . قال : قل قدماه . قال : فارتفع الورم إلى ركبتاه . قال : قل ركبتيه . فقال : دعني يا عم فما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا .
* وقف بعض الفقراء على باب نحوي فطرق الباب فقال النحوي : من بالباب ؟. فقال : سائل . فقال : ينصرف . فقال : اسمي أحمد (يعني لا ينصرف ممنوع من الصرف ). فقال النحوي لغلامه : أعط سيبويه كسرة .
* قال رجل نحوي لابنه : إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك وفكر فيه بجهدك حتى تقومه ثم أخرج الكلمة مقومة فبينما هما جالسان في الشتاء والنار مشتعلة وقعت شرارة في جبته وهو غافل عنها والابن يراه فسكت ساعة يفكر ثم قال : يا أبت أريد أن أقول لك شيئاً ، أفتأذن لي فيه ؟ قال أبوه : إن حقاً فتكلم . قال أراه حقا . فقال : قل . قال : إني أرى شيئاً أحمر على جبتك . قال : ما هو ؟ قال : شرارة وقعت على جبتك . فنظر أبوه إلى جبته وقد احترق منها جزء كبير فقال للابن : لماذا لم تعلمني به سريعاً ؟ قال : فكرت فيه كما أمرتني ثم قومت الكلام وتكلمت به فنهره وقال له : لا تتكلم بالنحو أبداً .