نباتات اكلة الحشرات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يلجأ النبات إلى التحور كي يتلاءم مع بيئته ويضمن لنفسه البقاء، فأحيانا تتضخم بعض أجزاء السوق الأرضية وتختزن فيها كميات كبيرة من المواد الغذائية، كما في محصول البطاطا، حيث توجد في الدرنات عيون صغيرة تمثل عقد الساق ويوجد فيها ورقة حرشفية صغيرة تحوي في إبطها برعما له القدرة على توليد نبات جديد.
كما تتحور في بعض النباتات السوق لتصبح قصيرة مركبة كما في نبات البصل حيث نشاهد في المقطع الطولي لإحدى البصلات ساقا مخروطية تحمل على سطحها العلوي عددا من الأوراق العريضة تحيط بالقمة النهائية للساق، حيث تحتوي الساق القرصية على مدخرات كبيرة من الأغذية بشكل مواد سكرية كما يحيط بالبصلة من الخارج غلاف من الأوراق الجافة لحمايتها. ويلاحظ تحور الساق عندما تتحول آباط الأوراق إلى أشواك في النباتات الصحراوية لتقليل مساحة السطح المعرض للشمس وبالتالي فقدان الماء ولإبعاد الحيوانات الآكلة للعشب.
إلا أن أكثر التحورات غرابة في عالم النبات هو تحور الأوراق في النباتات آكلة الحشرات Insectivorous Plants حيث تعتبر الحيوانات بشكل عام هي الكائنات القادرة على استعمال وتكسير وإعادة تنظيم المركبات المعقدة التي بنتها ذاتيات التغذية، لكن هناك بعض النباتات التي أهملت الاستقلالية التي وهبتها إياها الطبيعة لتأمين غذائها عن طريق قيامها بعملية التركيب الضوئي والاعتماد الكامل على مجموعها الجذري للحصول على الماء والمواد المعدنية من التربة
وتمتلك النباتات آكلة الحشرات نفس طريقة النمو والتغذية عند النباتات الخضراء الأخرى إلا أنها تحصل على قسم من غذائها من أجسام الحشرات التي تقتنصها، وآلية اصطياد الحشرات تطورت في هذه النباتات لتزيد من محتواها النيتروجيني فيزدهر نموها، أي أنها النباتات التي تضيف أسمدتها لنفسها بنفسها.
نباتات تنصب الفخاخ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عندما توجد النباتات في بيئات فقيرة بالغذاء فإنها تطور أساليب وطرقا ذكية للتغلب على مشاق الحياة، لذلك ظهرت النباتات آكلة الحشرات كأحد تلك الأساليب الغريبة والممتعة التي ابتكرتها النباتات خلال عملية تطورها وغالبية النباتات آكلة الحشرات تحورت أوراقها مكونة الجزء الذي يسمى الفخ TRAP" " وهو مكيف لامتصاص العناصر الغذائية التي تتكون في هذا الجزء من النبات بينما في النباتات الأخرى تكون الجذور وحدها المسئولة عن امتصاص الأغذية
فنباتات النيبنيش تنمو في الأدغال الرطبة والمستنقعات وتنتشر من مدغشقر حتى استراليا.
أوراق هذه النباتات مستطيلة تحورت على شكل قدور محمولة في الوضع القائم على طرف الساق، داخل تلك القدور توجد كمية من السائل الحاوي على أنزيمات هاضمة كالتربسين والبيبسين، وأثناء تطور تلك القدور يتكون لها غطاء شمعي دائم، هذا الغطاء يقوم بمهمتين: الأولى حماية القدور من ماء المطر، والثانية اجتذاب الحشرات لغدد الرحيق الموجودة في أسفل القدور، وتحاط حافة القدور بأضلاع بارزة تتدلى حوافها الحادة للداخل وبين هذه الأضلاع توجد غدد الرحيق، كما أن الحافة والجزء الداخلي للقدور كلاهما أملس لا يتيح فرصة للحشرة أن تتمكن من الوقوف، فتسقط وبذلك يكون الفخ قد تكون
تأتي حشرات المستنقع من عناكب وبعوض لزيارة تلك النباتات موعودة برحيقها، لكن ما أن تصل للغدد الرحيقية أسفل الحافة تماما حتى تجد الحشرات نفسها غير قادرة على الاتزان فوق السطح المصقول فتقع بالسائل الهاضم الموجود في الأسفل فتموت وتهضم وتتحول لغذاء سهل بالنسبة لتلك النباتات.
ومن النباتات التي تعيش في المستنقعات نبات الجرة وهي نباتات توجد في الجزء الشرقي من أمريكا الشمالية، وتنمو في كثير من المستنقعات الحامضية التي تقل فيها كمية الآزوت، لها أوراق تشبه الجرة تتجمع فيها مياه الأمطار وعلى الوجه الداخلي لشفتي الورقة المنتصبة توجد أوبار قاسية موجهة للداخل والأسفل وبينها توجد غدد تفرز عصارات تجذب الحشرات لتسقط في داخل الورقة ويتحلل جسمها كما يجعل موادها جاهزة لتغذية النبات.
أما نباتات فينوس صائدة الذباب فهي نباتات لا توجد إلا في ولاية كارولينا بالولايات المتحدة، ولنصل الورقة في تلك النباتات مصرعان يتحركان حول العرق الوسطي وعلى حواف كل مصراع صف من الأشواك القوية، وتغطي سطح المصراع أوبار حساسة ذات عدد ضخم، عندما تهبط الحشرة على الورقة ينغلق المصراعان وتتداخل أشواك الحواف حابسة الحشرة في الداخل، في نفس الوقت تبدأ الغدد بإفراز الأنزيمات لهضم الحشرة، وجنس الإتريكولاريا يضم نباتات تعيش في المناطق المائية والرطبة حيث تنتشر نباتات هذا الجنس في المناطق المدارية من العالم.
والنبات له عدة أكياس صغيرة لكل منها فتحات يغلقها صمام، وتحيط بالفتحة شعيرات حساسة فعندما تبدأ الأكياس بالعمل وتتقدم لتقوم بعملية الاصطياد تكون جدران الأكياس مقعرة، فإذا ما لمست شعيراتها الحساسة حشرة سابحة فإن بابها يفتح بسرعة ويتمدد الكيس ويصبح كرويا فيندفع إلى داخله بعض الماء مصحوبا بالحشرة التي تصبح غير قادرة على الإفلات بعد إغلاق المصراع، ثم تبدأ عملية الهضم بإفراز الأنزيمات الهاضمة من جدران الكيس فتحلل الحشرة لمواد معدنية يمتصها النبات.
وفي نبات ورد الشمس تحمل الأوراق أوبارا اسطوانية تنتهي بانتفاخات لزجة حساسة للأجسام الحاوية على بروتين، عندما تحط عليها الحشرات تلتصق بها بسرعة وعندها تتجمع الزوائد الأخرى حول الحشرة مطبقة عليها مفرزة في نفس الوقت مزيدا من السائل اللزج، ثم يبدأ النبات بإذابة جسم الحشرة عن طريق عصاراته الهاضمة، وعندما تنفتح الورقة ثانية لا يتبقى من جسم الحشرة إلا الاجزاء الكيتينية
الكشف عن الأساطير
إن عمل جميع المصائد في النباتات السابقة يشير إلى أن حركة الانتحاء السريعة تتم بواسطة جهود عمل تشبه التنبيه العصبي تتولد أثناء لمس الأوبار والحليمات الحساسة، وهذا ما يكسب النباتات آكلة الحشرات أهمية خاصة من الوجهة التطورية.
لقد كانت تلك النباتات آكلة الحشرات سرا من أسرار الطبيعة، نسج حولها الخيال الإنساني الأساطير والقصص، لكن الإنسان في سعيه الحثيث لمعرفة ظروف محيطه منح عالم النباتات الكثير من الاهتمام والدراسة بقدر ما وهبه هدا العالم من خضرة.