منتديات كلية الزراعة بقنا
مرحبا بك عزيزي الزائر في منتديات كلية الزراعة بقنا نتمنى الإنضمام والتسجيل معنا بالمنتدي لتفيدنا بما لديك من علم وشكرا لزيارتك
منتديات كلية الزراعة بقنا
مرحبا بك عزيزي الزائر في منتديات كلية الزراعة بقنا نتمنى الإنضمام والتسجيل معنا بالمنتدي لتفيدنا بما لديك من علم وشكرا لزيارتك
منتديات كلية الزراعة بقنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كلية الزراعة بقنا

منتديات للتواصل بين الطلاب و الخريجيين وأعضاء هيئة التدريس بالكلية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
zahraa
المشرف العام
المشرف العام
zahraa


عدد المساهمات : 1591
تاريخ التسجيل : 19/11/2009
الموقع : http://www.tvquran.com

مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Empty
مُساهمةموضوع: مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب   مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Emptyالأحد 02 مايو 2010, 12:21 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله



قال
شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

الصدق أساس الحسنات
وجماعها، والكذب أساس السيئات ونظامها، ويظهر ذلك من وجوه :

أحدها :
أن الإنسان هو حي ناطق، فالوصف المقوم له الفاصل له عن غيره من الدواب هو
المنطق، والمنطق قسمان : خبر وإنشاء والخبر صحته بالصدق وفساده بالكذب،
فالكاذب أسوأ حالا من البهيمة العجماء، والكلام الخبري هو المميز للإنسان،
وهو أصل الكلام الإنشائي، فإنه مظهر العلم، والإنشاء مظهر العمل، والعلم
متقدم على العمل وموجب له، فالكاذب لم يكفه أنه سلب حقيقة الإنسان حتى
قلبها إلى ضدها، ولهذا قيل: لا مروءة لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا إخاء
لملوك، ولا سؤدد لبخيل، فإن المروءة مصدر المرء كما أن الإنسانية مصدر
الإنسان.

الثاني : أن الصفة المميزة بين النبي والمتنبئ هو الصدق
والكذب؛ فإن محمدا رسول الله الصادق الأمين ومسيلمة الكذاب قال الله تعالى :
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إذْ
جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ . وَالَّذِي جَاء
بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.

الثالث
: أن الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق هو الصدق، فإن أساس النفاق الذي
بني عليه: الكذب، وعلى كل خلق يطبع المؤمن ليس الخيانة والكذب. وفي
الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاث من
كن فيه كان منافقا: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ».

الرابع
: أن الصدق هو أصل البر، والكذب أصل الفجور، كما في الصحيحين عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال : «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن
البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله
صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى
النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ».

الخامس
: أن الصادق تنزل عليه الملائكة والكاذب تنزل عليه الشياطين كما قال تعالى
: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ}{ تَنَزَّلُ
عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}{يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ
كَاذِبُونَ}.

السادس : أن الفارق بين الصديقين والشهداء والصالحين
وبين المتشبه بهم من المرائين والمسمعين والمبلسين هو الصدق والكذب .

السابع
: أنه مقرون بالإخلاص الذي هو أصل الدين في الكتاب . . . وكلام العلماء
والمشايخ قال الله تعالى {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}{حُنَفَاءَ
لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «عدلت
شهادة الزور الإشراك بالله مرتين» وقرأ هذه الآية وقال: «ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين» وكان متكئا فجلس فقال: «ألا وقول
الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت».

الثامن :
أنه ركن الشهادة الخاصة عند الحكام التي هي قوام الحكم والقضاء والشهادة
العامة في جميع الأمور، والشهادة خاصة هذه الأمة التي ميزت بها في قوله:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى
النَّاسِ} وركن الإقرار الذي هو شهادة المرء على نفسه، وركن الأحاديث
والأخبار التي بها يقوم الإسلام ؛ بل هي ركن النبوة والرسالة التي هي واسطة
بين الله وبين خلقه، وركن الفتيا التي هي افلام عالم حواءانجليزى إخبار
المفتي بحكم الله . وركن المعاملات التي تتضمن أخبار كل واحد من المتعاملين
للآخر بما في سلعته، وركن الرؤيا التي قيل فيها : أصدقهم رؤيا أصدقهم
كلاما، والتي يؤتمن فيها الرجل على ما رأى .

التاسع : أن الصدق
والكذب هو المميز بين المؤمن والمنافق كما جاء في الأثر: أساس النفاق الذي
بني عليه الكذب . وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان } وفي
حديث آخر : «على كل خلق يطبع المؤمن ليس الخيانة والكذب» ووصف الله
المنافقين في القرآن بالكذب في مواضع متعددة، ومعلوم أن المؤمنين هم أهل
الجنة وأن المنافقين هم أهل النار في الدرك الأسفل من النار .

العاشر
: أن المشايخ العارفين اتفقوا على أن أساس الطريق إلى الله هو الصدق
والإخلاص كما جمع الله بينهما في قوله : {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ
الزُّورِ}{حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} ونصوص الكتاب والسنة
وإجماع الأمة دال على ذلك في مواضع كقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} وقوله تعالى
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إذْ
جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}{وَالَّذِي جَاءَ
بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} وقال تعالى لما
بين الفرق بين النبي والكاهن والساحر : {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ
الْعَالَمِينَ}{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}{عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ
مِنَ الْمُنْذِرِينَ}{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}{وَإِنَّهُ لَفِي
زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} إلى قوله : {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ
تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ}{تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ
أَثِيمٍ}{يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} وقال تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ
أُوحِيَ إلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ
مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا
أَوْ فَقِيرًا} .


من مجموع الفتاوى ج: 20 ص: 74
منقول


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3refe.com/vb/index.php
sony
عضو نشيط
عضو نشيط
sony


عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 30/04/2010

مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب   مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Emptyالأحد 02 مايو 2010, 1:06 am

موضوع ممتاز زهراء
دى الواحد عاوز يتثقف فى الدين وما أجمل ان اسمع كلمات تقربنا الى الله

بس سؤال مين ده ابن تيميه وبعدين هو الاسلام شاخ حتى يأتى ليكون شيخ عليه ,وبعدين مش هو الذى وضح مكان الله عز وجل وقال ان ربكم فوق وحدد مكانه ونحن بنى الاسلام نعلم ان الله معنا وان الله منزه عن الوصف والمكان لا شريك له ,وأيـضا مش هو الذى مثل نزول المولى وقال الله ينزل هكذا ونزل من على المنبر "سبحانه لا شريك له " مجرد سؤال!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو العلا
عضو مميز
عضو مميز
ابو العلا


عدد المساهمات : 545
تاريخ التسجيل : 15/04/2010

مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب   مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Emptyالأحد 02 مايو 2010, 4:17 am

موضوع جميل
الله يعطكي العافية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zahraa
المشرف العام
المشرف العام
zahraa


عدد المساهمات : 1591
تاريخ التسجيل : 19/11/2009
الموقع : http://www.tvquran.com

مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب   مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Emptyالأحد 02 مايو 2010, 5:09 am

sony كتب:
موضوع ممتاز زهراء
دى الواحد عاوز يتثقف فى الدين وما أجمل ان اسمع كلمات تقربنا الى الله

بس سؤال مين ده ابن تيميه وبعدين هو الاسلام شاخ حتى يأتى ليكون شيخ عليه ,وبعدين مش هو الذى وضح مكان الله عز وجل وقال ان ربكم فوق وحدد مكانه ونحن بنى الاسلام نعلم ان الله معنا وان الله منزه عن الوصف والمكان لا شريك له ,وأيـضا مش هو الذى مثل نزول المولى وقال الله ينزل هكذا ونزل من على المنبر "سبحانه لا شريك له " مجرد سؤال!



اخ او اخت سونى اى كان جنسك
اسلوب الاستظراف والردود المضحكه مكانها ليس المنتدى الاسلامى
انا كان ممكن احذف الرد بس حبيت تعرف اخطاءك
اولا انت بتسأل عن شخصيه ده لو متعارفهاش فعلا الشخصيه دى فى موضوع اسلامى فياريت يكون السؤال باحترام شويه وبتسأل مين وبعدين تقول موقف من مواقفه يعنى معناها لا داعى للسؤال
على العموم انا هاجاوب على الأسئله
اولا ابن تيميه هو أحد علماء المسلمين الحنابلة واليك هذا الرابط لتعرف من هو ابن تيميه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ولقب شيخ لم يطلق عليه فقط وانما اطلق من قبله على سيدنا ابو بكر رضى الله عنه والفاروق عمر
ومعناه كما صح عن علماؤنا الكرام
أنه من جمع وحصل كثيرا من العلوم النقلية وله حظ في العلوم العقلية, وكان
مقتفيا لآثار من سلف من الصحابة والتابعين في عقيدته وفي عبادته وفي
معاملاته وسلوكه, وقد أشار إلى قريب من هذا التعريف الشيخ عبد الرحمن بن
قاسم رحمه الله في حاشيته على الروض المربع وبالتحديد في مبحث "اللحية" لما
تكلم عن اللحية نقل الماتن صاحب
وهذا رابط الموضوع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وتذكر وانت تتحدث عن العلماء ان تتحدث باحترام فهم أئمة الهدى ومصابيح الدجى
ليسوا اصدقاء لك تتحدث عنهم بهذا الاسلوب


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3refe.com/vb/index.php
zahraa
المشرف العام
المشرف العام
zahraa


عدد المساهمات : 1591
تاريخ التسجيل : 19/11/2009
الموقع : http://www.tvquran.com

مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب   مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Emptyالأحد 02 مايو 2010, 11:34 am

وهذا شرح ابن تيميه لنزول الله جل جلاله فى السماء الدنيا


بسم الله الرحمن
الرحيم


نزول الله جل علاه
إلى السماء الدنيا



سئل فضيلة الشيخ
العلامة
محمد صالح بن العثيمين ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ


س/ عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى
ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من
يستغفرني فأغفر له". رواه البخاري؟
(1)



فأجاب بقوله :
هذا الحديث حديث عظيم ذكر بعض أهل العلم أنه بلغ حد التواتر عن النبي صلى
الله عليه وسلم ولا شك أنه حديث مستفيض مشهور، وقد شرحه شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله بكتاب مستقل، لما فيه من الفوائد العظيمة، ففيه ثبوت
النزول لله سبحانه وتعالى لقوله: "
يتنزل ربنا" والنزول من صفات الله الفعلية، لأنه فعل وهذا النزول
نزول الله نفسه حقيقة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أضافه إلى الله، ونحن
نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله، ونعلم كذلك أن
الرسول صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق، ونعلم كذلك أنه صلى الله عليه وسلم
أصدق الخلق فيما يخبر به، فليس في كلامه شيء من الكذب، ولا يمكن أن يتقول
على الله تعالى شيئاً لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في
أحكامه، قال الله تعالى :{
وَلَوْ تَقَوَّلَ
عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ
لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ *
}(2). ونعلم كذلك أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق، وأنه، صلى الله عليه وسلم لا يساويه أحد من
الخلق في النصحية للخلق، ونعلم كذلك أنه صلى الله عليه وسلم لا يريد من
العباد إلا أن يهتدوا، وهذا من تمام نصحه أنه لا يريد منهم أن يضلوا، فهو
عليه الصلاة والسلام، أعلم الخلق بالله، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق
فيما ينطق به، وكذلك لا يريد إلا الهداية للخلق فإذا قال: "
ينزل ربنا " فإن أي إنسان
يقول :


خلاف ظاهر هذا
اللفظ قد اتهم النبي صلى الله عليه وسلم إما بأنه غيرعالم، فمثلاً إذا قال:
المراد ينزل أمره. نقول : أنت أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالرسول يقول : "
ينزل ربنا " وأنت تقول : ينزل أمره أأنت أعلم أم رسول الله؟ !

أو أنه اتهمه بأنه لا يريد النصح
للخلق حيث عمى عليهم فخاطبهم بما يريد خلافه، ولا شك أن الإنسان الذي يخاطب
الناس بما يريد خلافه غير ناصح لهم أو نقول : أنت الآن اتهمت الرسول صلى
الله عليه وسلم بأنه غير فصيح بل هو عيي يريد شيئاً ولكن لا ينطق به، يريد
ينزل أمر ربنا ولكن يقول : ينزل ربنا لأنه لا يفرق بين هذا وهذا، فكلامك
هذا لا يخلو من وصمة الرسول صلى الله عليه وسلم فعليك أن تتقي الله، وأن
تؤمن بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الله تعالى نفسه ينزل حقيقة.



س/ هل إذا نزل تقله السماء ؟(3)


فأجاب بقوله:
هذا لا يكون، لأنك لو قلت : إن السماء تقله لزم أنه يكون محتاجاً إليها،
كما تكون أنت محتاجاً إلى السقف إذا أقلك، ومعلوم أن الله غني عن كل شيء،
وأن كل شيء محتاج إلى الله، فإذاً نجزم بأن السماء لا تقله، لأنها لو أقلته
لكان محتاجاً إليها وهذا مستحيل على الله عز وجل.


س/ هل السماء الثانية فما فوقها تكون فوقه إذا نزل إلى السماء
الدنيا؟
(4)


فأجاب بقوله:
لا، ونجزم بهذا لأننا لو قلنا بإمكان ذلك لبطلت صفة العلو، وصفة العلو
لازمة لله، وهي صفة ذاتية لا تنتفي عن الله ولا يمكن أن يكون شيء فوقه.

حينئذ يبقى الإنسان منبهتاً كيف ينزل
إلى السماء الدنيا ولا تقله ولا تكون السماوات الأخرى فوقه هل يمكن هذا؟!

الجواب: إذا كنت منبهتاً من هذا
فإنما تنبهت إذا قست صفات الخالق بصفات المخلوق، صحيح أن المخلوق إذا نزل
إلى المصباح صار السطح فوقه وصار سطح المصباح يقله، لكن الخالق لا يمكن أن
يقاس بخلقه، فلا تقل : كيف؟ ولم؟

فإذاً هذان السؤالان: هل السماء
تقله؟

الجواب: لا لأنك إن فرضت هذا لزم أن
يكون الله محتاجاً إلى السماء والله تعالى غني عن كل شيء، وكل شيء محتاج
إليه.

والسؤال الثاني: هل تكون السماوات
فوقه ما عدا السماء الدنيا؟

الجواب: لا لأنك لو فرضت ذلك لزم
انتفاء صفة العلو لله مع أن العلو من صفات الله الذاتية التي لا ينفك عنها.

فالسؤال هذا من أصله بدعة كما قال
مالك للذي سأله عن الاستواء كيف استوى؟ قال: "السؤال عنه بدعة" يعني لأنه
ما سأل الصحابة عنه، فأنت الآن ابتدعت في دين الله حيث سألت عن أمر ديني ما
سأل عنه الصحابة وهم أفضل منك، وأحرص منك على العلم بصفات الله، لكن مع
ذلك لو قال: أنا يساورني القلق أخشى أن أعتقد بصفات الله ما لا يجوز،
فبينوا لي وأنقذوني، فحينئذ نبين له لأن الإنسان قد يبتلى بمثل هذه الأمور
ويأتيه الشيطان ويوسوس له،ويقول : كيف؟ وكيف؟ حتى يؤدي به إلى أحد محذورين:
إما التمثيل، وإما التعطيل، فإذا جاءنا يسأل ويقول : أنقذوني ما زال هذا
يتردد في خاطري ما يكفيني أن تقولوا : بدعة كيف أذهب ما في خاطري وقلبي.
نقول : نبين لك.


س/أعلى الله
درجته في المهديين:
من المعلوم أن الليل يدور على
الكرة الأرضية والله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل
الآخر فمقتضى ذلك أن يكون كل الليل في السماء الدنيا فما الجواب عن ذلك؟
(5)


فأجاب بقوله:
الواجب علينا أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله
صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل،
فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل في
الصفة أيضاً إلا أنه أخص من التكييف لأنه تكييف مقيد بمماثلة، فيجب أن تبرأ
عقيدتنا من هذه المحاذير الأربعة.

ويجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن
السؤال بـ"لم " ؟ وكيف؟ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وكذا يمنع نفسه عن
التفكير في الكيفية، وهذا الطريق إذا سلكه الإنسان استراح كثيراً، وهذه حال
السلف رحمهم الله ولهذا

جاء رجل إلى مالك بن أنس رحمه الله
قال: يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى " كيف استوى؟

فأطرق برأسه وعلته الرحضاء وقال: "
الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه
بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً ".

وهذا الذي يقول : إن الله ينزل إلى
السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة فيلزم من هذا أن يكون كل
الليل في السماء الدنيا، لأن الليل يدور على جميع الأرض، فالثلث ينتقل من
هذا المكان إلى المكان الآخر.


جوابنا عليه أن
نقول: هذا سؤال لم يسأله الصحابة رضوان الله عليهم ولو كان هذا يرد على قلب
المؤمن المستسلم لبينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونقول : ما دام ثلث
الليل الأخير في هذه الجهة باقياً فالنزول فيها محقق، ومتى انتهى الليل
انتفى النزول ونحن لا ندرك كيفية نزول الله ولا نحيط به علماً ونعلم أنه
سبحانه ليس كمثله شيء، وعلينا أن نستسلم وأن نقول: سمعنا، وامنا، واتبعنا،
وأطعنا هذه وظيفتنا.


س/كيف نجمع بين حديث أبي هريرة في النزول، وبين الواقع إذ الليل
عندنا مثلاً نهار في أمريكا؟
(6)



فأجاب بقوله:
سؤالكم عن الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "

ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل
الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني
فأغفرله
"(7)، هذا لفظ البخاري في باب الدعاء والصلاة من آخر الليل.
فتسألون كيف يمكن الجمع بين هذا الحديث، وبين الواقع إذ الليل عندنا مثلاً
نهار في أمريكا.

فجوابه: أنه لا إشكال في ذلك بحمد
الله تعالى حتى يطلب الجمع، فإن هذا الحديث من صفات الله تعالى الفعلية،
والواجب علينا نحو صفات الله تعالى سواء أكانت ذاتية كالوجه واليدين، أم
معنوية كالحياة والعلم، أم فعلية كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء
الدنيا فالواجب علينا نحوها ما يلي:

أولاً: الإيمان بها على ما جاءت به
النصوص من المعاني والحقائق اللائقة بالله تعالى.

ثانيًا: الكف عن محاولة تكييفها
تصوراً في الذهن، أو تعبيراً في النطق، لأن ذلك من القول على الله تعالى
بلا علم. وقد حرمه الله تعالى في قوله: {
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ
مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ
تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا
عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
}
([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . وفي قوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ
مَسْئُولًا
)(9). ولأن الله تعالى أعظم وأجل من أن يدرك المخلوق كنه
صفاته وكيفيتها، ولأن الشيء لا يمكن إدراكه إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره،
أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف بالنسبة لكيفية صفات الله تعالى.

ثالثًا: الكف عن تمثيلها بصفات
المخلوقين سواء كان ذلك تصوراً في الذهن، أم تعبيراً في النطق لقوله تعالى:
{
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
} (10).

فإذا علمت هذا الواجب نحو صفات
تعالى، لم يبق إشكال في حديث النزول ولا غيره من صفات الله تعالى وذلك أن
النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أمته أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا
حين يبقى ثلث الليل الآخر مخاطباً بذلك جميع أمته في مشارق الأرض ومغاربها،
وخبره هذا من علم الغيب الذي أظهره الله تعالى عليه، والذي أظهره عليه وهو
الله تعالى عالم بتغير الزمن على الأرض وأن ثلث الليل عند قوم يكون نصف
النهار عند آخرين مثلاً.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
يخاطب الأمة جميعاً بهذا الحديث الذي خصص فيه نزول الله تبارك وتعالى، بثلث
الليل الآخر فإنه يكون عاماً لجميع الأمة، فمن كانوا في الثلث الآخر من
الليل تحقق عندهم النزول الإلهي، وقلنا لهم : هذا وقت نزول الله تعالى
بالنسبة إليكم ومن لم يكونوا في هذا الوقت فليس ثم نزول الله تعالى بالنسبة
إليهم، والنبي صلى الله عليه وسلم حدد نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا
بوقت خاص، فمتى كان ذلك الوقت كان النزول، ومتى انتهى انتهى النزول، وليس
في ذلك أي إشكال. وهذا وإن كان الذهن قد لا يتصوره بالنسبة إلى نزول
المخلوق لكن نزول الله تعالى ليس كنزول خلقه حتى يقاس به ويجعل ما كان
مستحيلاً بالنسبة إلى المخلوق مستحيلاً بالنسبة إلى الخالق فمثلاً إذا طلع
الفجر بالنسبة إلينا وابتدأ ثلث الليل بالنسبة إلى من كانوا غرباً قلنا :
إن وقت النزول الإلهي بالنسبة إلينا قد انتهى. وبالنسبة إلى أولئك قد
ابتدأ، وهذا في غاية الإمكان بالنسبة إلى صفات الله تعالى، فإن الله تعالى:
{
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
}(11).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
في شرح حديث النزول: " فالنزول الإلهي لكل قوم مقدار ثلث ليلهم، فيختلف
مقداره بمقادير الليل في الشمال والجنوب، كما اختلف في المشرق والمغرب،
وأيضاً فإنه إذا كان ثلث الليل عند قوم فبعده بلحظة ثلث الليل عند ما
يقاربهم من البلاد، فيحصل النزول الإلهي الذي أخبر به الصادق المصدوق أيضاً
عند أولئك، إذا بقي ثلث ليلهم وهكذا إلى آخر العمارة" أ. هـ كلامه رحمه
الله.



نقل من
مجموع فتاوى ورسائل
العلامة الإمام محمد بن صالح بن
العثيمين ـ رحمه الله ـ

المجلد الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3refe.com/vb/index.php
تقوى
مشرف قسم الخضر
مشرف قسم الخضر
تقوى


عدد المساهمات : 306
تاريخ التسجيل : 09/01/2010

مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب   مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب Emptyالأحد 02 مايو 2010, 3:39 pm

موضوع ممتاز يازهرة جزاك الله خيرا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ........(زهرة الصدق )..........

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كلية الزراعة بقنا  :: المنتدي الاسلامي :: أسلاميات-
انتقل الى: