وفى الحقيقة فان استصلاح الاراضى يعتمد وبدرجة كبيرة على حسن اختيار ودقة تنفيذ نظام الاستصلاح المناسب ويتطلب هذا الامر تجميع البيانات اللازمة بشكل مبدئى وشامل للعوامل والظروف المحيطة مثل ظروف التربة ومصدر ونوعية ونظام الرى وكذلك نظام الصرف السائد وايضا الظروف المناخية ونوعية المحاصيل وغيرها من البياناتالمطلوبة ثم ترجمة هذه المعلومات الى خرائط عن نوع التربة ومدى تجانسها وكذلك ملوحة التربة على طول القطاع وايضا الماء الارضى واعماقه وخرائط للصرف ان وجد.
ومن اهم طرق الاستصلاح وتحسين قطاع التربة:
الاستصلاح بالوسائل الطبيعية
وتهدف هذه الطرق الى إصلاح الخواص الفيزيائية (الطبيعية) للتربة. وصفات التربة الطبيعة كالقوام والبناء والنفاذية من الصفات الموروثة وتعتبر محاولة تغير هذه الصفات عملية مكلفة وبرغم ذلك فتوجد عدة طرق او وسائل ميكانيكية من شانها تحسين هذه الصفات ومنها
الحرث العميقوتفيد هذه الطريقة عندما توجد بالتربة طبقة ردئية النفاذية بين طبقتين ذى نفاذية جيدة . او تكسير الطبقات الغير منفذة . كما يستخدم الحرث العميق فى الاراضى التى تعانى الطبقة السطحية بها من تاثير الصوديوم المتبادل بينما تكون الطبقة التحت سطحية تحتوى على كمية من الجبس يمكن الاستفادة منها فى تحسين طبقة الصوديوم بعد طمرها لاسفل.
اضافة الرمل
او عن طريق اضافة الرمل الى التربة الثقيلة (الترميل Sanding). او التربة ذات القوام الناعم وتؤدى الى تحسين النفاذية وتسهيل اختراق الجذور للطبقة السطحية وذلك باضافة طبقة من الرمل حوالى 10سم (حوالى 400م3/فدان) وعموما لاينصح بهذه الطريقة الا فى اضيق الحدود عند زراعة محاصيل ذات عائد نقدى مرتفع لتغطية نكلفتها العالية.
قلب التربة
قلب التربة الغرض منه تغطية طبقة غير مرغوبة بطبقة تقع اسفلها ولكنها افضل فى صفاتها. ويتم تقليب التربة عند بداية الاستصلاح باستعمال المحاريث القلابة التى تفج التربة على اعماق تتراوح من 60-90سم وتحتاج هذه المحاريث الى جرار قوى لجرها ولذلك فهى عملية مكلفة بالطبع.
اضافة الطمى
اضافة الطمى للتربة ( اطماء التربة Silting) فتتم فى الاراضى الرملية بغرض تحسين مقدرة هذه الاراضى على الاحتفاظ بالماء . وكانت هذه الطريقة شائعة فى الماضى الا ان تكلفتها مرتفعة مما يجعلها غير اقتصادية علاوة على عدم توافر الطمى نفسه.
ويمكن القول بان الغرض من العمليات الثلاثة الاولى هو زيادة نفاذية التربة المتماسكة اساسا عن طريق مزج طبقات التربة الناعمة والخشنة للحصول على تربة اكثر تجانسا ويكون ذلك يالحرث بعمق 50سم.
الاستصلاح البيولوجى
تعتمد هذه الطرق على الوسائل التى ترتبط بالكائنات الحية..تماما عندما نقول Biofertilizer والمقصود به التسميد المرتبط بالكائنات الحية (البكتريا والفطريات) او نقول التسميد الحيوى .
لذلك فان هذه الوسائل تعتمد على:
الغطاء النباتى
ويتم ذلك للوقاية من الشمس تماما عندما يقى الانسان نفسه من اشعة الشمس بتغطية رأسه وتظليلها .وبالتالى مطلوب تغطية التربة وتظليلها بالنباتات المنزرعة حيث يقلل ذلك من زيادة معدلات التبخير التى تعمل على تجميع الاملاح فى الطبقة السطحية للتربة وتمليحها ويصبح من الصعب استمرار زراعتها بدون عج او استصلاح.
خفض مستوى الماء الارضى
ويتم ذلك بزراعة الاشجار الخشبية بكثافة معقولة يفيد كثيرا فى مثل هذه الظروف ويؤدى الى خفض مستوى الماء الارضى مع تحقيق عائد مادى مجزى ..وتم تنفيذ هذه الوسيلة ضمن مشروعات مركز بحوث الصحراء بواحة سيوة.
اضافة المادة العضوية
وهى السماد البلدى ومعروف بالطبع فوائدة للتربة ولاداعى للدخول فيها لما له من تاثير على تحسين الخواص الطبيعية والكيمائية للتربة سواء للاراضى الجيرية او الرملية.
الاستصلاح الكيميائى
تعتمد هذه الطريقة على استخدام المصلحات الكيميائية فى عملية الاستصلاح والتحسين للاراضى الملحية والقلوية والرملية .ويتوقف نجاح المصلحات الكيميائية بدرجة كبيرة على التوفيق فى تنظيم الظروف الهيدرولوجية ( الغسيل والصرف) للتربة المستصلحة .
وتقسم المصلحات الى ثلاثة انواع طبقا لصفاتها التركيبية والخواص الكيميائية للتربة الى:
-املاح الكالسيوم الذائبة مثل كلوريد الكالسيوم والجبس.
-املاح الكالسيوم شحيحة الذوبان مثل كربونات الكالسيوم والمخلفات الجيرية من مصانع السكر
-المركبات الحامضية مثل الكبريت وحامض الكبريتيك وكبريتات الحديدوز.
ويعتبر الجبس CaSO4.2H2O اهم المصلحات الشائعة فى استصلاح الاراضى القلوية. ونادرا ما يستعمل كلوريد الكالسيوم برغم ارتفاع معدل ذوبانه لكن ثمنه غالى جدا مقارنة بالجبس.
وكربونات الكالسيوم (الجير) تستخدم فى استصلاح الاراضى الحامضية وهذه الاراضى لاتوجد عندنا فى مصر.
وكثيرا ما يستخدم الكبريت فى الاستصلاح سواء الاراضى القلوية او الرملية وخاصة مع اضافة المادة العضوية (السماد البلدى)
والكبريت يعتبر مادة غير فعالة مالم يتاكسد الى حامض كبريتيك بواسطة بكتيريا الترب