البرادعى كان واضحا جدا فى إعلان نيته و أفكاره و هو شىء يحمد عليه حتى لا يدع مجالا للشك ليس لمن يقذفونه بالإتهام ليلا نهارا و لكن لمن يريد أن يفهم الرجل و يتعرف على أفكاره و إتجاهاته و نياته.
الرجل صارح الجميع بأنه يسعى لإحداث تغيير بمساعده الشعب إن أراد و إن أحس هذا الشعب بوجود قبول منه لفكر البرادعى و طريقته فى طرح التغيير و هو فعلا ما تحتاجه مصر أن يأتى التغيير من الشعب المصرى أن تبدأ شخصيته الجامده فى التحرك أن يصبغ هذا الجمود بديناميكيه الحريه و الديموقراطيه . البرادعى يعلم تماما أصل المشكله فى مصر و هى المصريين أنفسهم. لا يصلح أن يتغير نظام الحكم مهما كان شكله ليأتى على رأس شعب لم يتغير .. ما طرحه البرادعى هو الحل الوحيد و السليم و لكن فى إعتقادى أن نتاجه سيكون كوادر و ليس التغيير الدراماتيكى السريع .. أتمنى أن يكون مجهود البرادعى خلال السنين القادمه منتجا لكوادر تشربت هذه الفكره و هضمتها جيدا ليبرز منها فى المستقبل أصوات كثير تصبح يوما ما قاعده تنادى بنفس المبدأ و لو بطرق مختلفه و هذا ما يدركه البرادعى جيدا و لهذا أعلن أن نيته ليست الترشح للرئاسه و لكن حفاظا على الأمل و تحسبا لتغير الظروف أعلن الرجل أنه يمكن أن يترشح فى حال توافرت الضمانات الكافيه و هو يعلم انها لن تتوافر يوما إلا بعد أن يتحقق التغير المناسب للشخصية المصريه فيما يتعلق بالحياه السياسيه و المشاركه فيها و إيمانهم بضرورة صنع الحاضر السياسى بأنفسهم و هو الهدف الأول و الفكره التى بنى عليها البرادعى مهمته فى مصر أعجبنى رسوخ الفكره و وضوح الرجل و عدم محاولته الإلتفاف و المراوغه فى الباطل و الأهم من ذلك التفكير السلس المنطقى البعيد عن الصدام و المرن لحد كبير لإحتواء رغبه العديد من المصريين فى وضعه كمرشح رئاسى فهو لم يرفض إحتراما لهذه الرغبه العادله و القانونية طبيعيا لأى شعب و لكنه أراد إرشادهم إلى أنها لن تكون إلا بعد وضع الأساس فهى دعوه منه واضحه للجميع إذا كنتم فعلا ترون إنى أصلح لذلك مقتنعين فكونوا على نفس القدر من المسؤلية النابعه من إختياركم .. هذا أول درس يقدمه البرادعى عن مسئوليه الإختيار التى هى أولى قواعد الديموقرطية
من يهاجمون البرادعى يفهمون ذلك جيدا و يعلمون أنها طريقه منتجه لأثار وخيمه على مصالحهم و مستقبلهم فنحن نعلم جيدا أن لا مسئوليه فى هذا البلد فمن يملك يحق له كل شىء بدون مسائله و إن وقع أحدهم فهو نتاج غضب أخرين ممن يشبهونه فالأسد لا يحاسبه إلا أسد مثله و لا يستطيع مهاجمته و محاسبته و معاقبته إلا من هو أعلى منه سياسيا و يمتلك السلطه .. حتى لا يتشدق البعض بأن هناك من يحاسب من المسؤلين هم يحاسبون على أخطاء أقترفوها فى حق بعضهم البعض ليس فى حق الشعب بل تكون هى الوسيله التى ينقضون بها على بعضهم علنا و أمام الرأى العام ليستمدوا منها شرعيه الحروب الداخليه فيما بينهم .
لا أرى فى البرادعى رسول أو منقذ أو بطل و لا أدعى أنه أتى بجديد فى عالمنا هناك من وضحت هذه المعالم فى أذهانهم من قبل و سبقتنا دول و شعوب عديدة فى إنكشاف الغمام عن عقولهم من أزمنه بعيده و لهذا تقدم العديد منهم و لكن ما أدعيه هو شجاعه هذا الرجل على طرح أفكاره على المستوى الداخلى فى مصر بهذه الطريقه ذات النفس الطويل و على شعب لم يتعود أن يلقى أحد عليه بهذه المسؤليه الضخمه مسؤليه الإختيار