بسم الله الرحمن الرحيم
"كن فاعلا" يذكر قصة ياباني نقل قوة أوروبا إلى طوكيو
"تاكيو أوساهيرا" هو بطل حلقة من حلقات "كن فاعلا" وبطولة هذا الشاب الطموح جديرة أن تروى للأجيال وأن يتمثلها أبناء العرب لينهضوا بأمتهم من الخمول إلى الذكر ومن آخر الصف إلى المراكز المتقدمة بين الأمم.
وحتى نتفهم بواعث هذا الشاب وما صنعه من أجل بلاده فعلينا أن نروي ما قاله بنفسه، يقول تاكيو: "ابتعثتني حكومتي للدراسه في جامعة هامبورغ في المانيا ، لادرس اصول الميكانيكا العلميه، ذهبت الى هناك حاملا حلمي الخاص الذي لا ينفك عني ابدا، و اللذي خالج روحي وعقلي، كنت احلم بأن اتعلم كيف كيف اصنع محركا صغيرا.
كنت اعرف ان لكل صناعة وحدة اساسيه ، فإذا عرفت كيف تصنعه وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها.
وبدلا من ان يأخذني الاساتذه الى المعمل او مركز تدريب عملي ، اخذوا يعطونني كتبا لاقرأها و قرأت حتى عرفت نظريات الميكانيكا كلها، ولكنني ظللت امام المحرك كمن يقف أمام لغز لا يحل أو كأني طفل أمام لعبه جميله لكنها شديدة التعقيد لا يجرؤ على العبث بها.
ظل حلمي بأن ألمس المحرك وأتعرف على اجزائه حتى قرأت عن معرض محركات ايطالية الصنع ووجدت محركا بقوة حصانين ثمنه يعادل مرتبي كله، فدفعت المرتب وحملت المحرك وكان ثقيلا الى حجرتي ، ووضعته على المنضده، قلت في نفسي ان هذا هو سر تقدم اوروبا ، لو استطعت صنع واحد مثله لغيرت تاريخ اليابان، وطاف بذهني انني لو استطعت تفكيك اجزاء هذا المحرك و تركيبه مره اخرى فاشتغل ...... اكون قد خطوت خطوة نحو سر موديل الصناعه الاوروبيه.
مضيت بالعمل ......فككته قطعه قطعه ورسمت كل قطعة، ثم اعدت تركيبه فلما شغلته اشتغل، عندها كاد قلبي يقف من الفرح واستغرقت العمليه 3 ايام كنت آكل وجبه واحده باليوم ولا اصيب من النوم الا ما يمكنني من العمل. فحملت الخبر الى رئيس بعثتنا ، فقال انه يريد اختبار عملي فاعطاني محركا فيه خلل لاصلحه وفعلا اصلحته بعد عشرة ايام من التعب والنوم القليل الذي يعينني فقط على فتح عيني امام المحرك.
وبعدها قال لي رئيس البعثه انه يجب عليّ الآن ان اصنع اجزاء المحرك بنفسي، و اركب محركا، و لكي استطيع فعل ذلك التحقت بمصانع صهر المعادن بدلا ان احضر لرسالة الدكتوراه كما أراد اساتذتي الالمان، لبست البذلة الزرقاء وبدأت العمل كعامل يطيع اوامر فني الصهر، مع اني من أسرة الساموراي العريقة المبجلة في اليابان، لكنني كنت اخدم بلدي التي يهون في سبيلها كل شيء.
قضيت في هذا العمل 8 سنوات كنت اعمل خلالها ما بين 10 إلى 15 ساعة باليوم ثم آخذ نوبة حراسه ليلية وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة.
وعلم الميكادو ( امبراطور اليابان) بأمري فأرسل لي من ماله الخاص خمسة آلاف جنيه انجليزي ذهبا، اشتريت بها ادوات مصنع ومحركات كاملة وادوات وآلات وعندما اردت شحنها الى اليابان كانت قد نفذت النقود فجمعت ما ادخرته كل هذه السنوات واضفت إليه راتبي لاستكمال اجراءات الشحن.
وعندما وصلنا الى نا جازاكي قيل لي ان الميكادو يريد ان يراني قلت لن استحق مقابلته الا بعد انشائي مصنع محركات كامل واستغرق ذلك 9 سنوات من العمل الشاق.
وفي يوم من الايام حملت ومساعدي 10 محركات صنعت في اليابان قطعة قطعة حملناها الى القصر ووضعناها في قاعة خاصه، ثم ادرنا جميع المحركات ودخل الميكادو فابتسم وقال: هذه اعذب موسيقى سمعتها في حياتي .... صوت محركات يابانيه خالصه ..... هكذا نقلنا قوة اوربا الى اليابان ونقلنا اليابان الى الغرب.
السبت 07 مايو 2011, 2:34 am
