بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما سالت نفسي ما الذي يدفع بالمسافر في فجر إحدى الليالي للأستيقاظ
باكراً و إعداد العدة لسفره ،هذا إن لم يكن أصلاً قد قضى ليله مستيقظاً، و
ما الذي يمنعه من قيام الليل و التهجد للله ؟ هل السفر أهم من مناجاته
لربه؟
هل دنياه الفانية أبقى له من آخرته ؟ ألا يدرك في قرارة نفسه أنه لا وجه للمقارنة؟
الجواب نعم .و لكن ما السبب إذاً في قلة اندفاعه؟
بكل بساطة هو مدرك لأهمية سفره و ما سيعود
عليه من فوائد ستنعكس على حياته و هو مدرك للمرتبة التي سيقدمها له سفره
،بينما يجهل تمام الجهل مرتبته في الآخرة و يجهل أهمية صلاته في جوف الليل
لتتحدد مرتبته عند ربه.
من هنا أخوتي في الله إذا كنا نود القيام بأي عمل أو أي من العبادات علينا
أن نعلم و أن نحدد مدى أهميته عندها سنسعى جاهدين لتحيققه و سنعمل لآخرتنا
كما نعمل لدنيانا.العلم بالشىْ يجعلك تزداد خوفاً من الله عز و جل و يحثك على العبادات و على تطوير منهج حياتك على أسس إسلامية متينة[b]
.فقبل أن نبدأ بتناول سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، علينا بتعريفها و
بيان فائدتها و كيف ستغير حياتنا و تنور أعمالنا و تجعلنا نرتقي إن شاء
الله حتى يكون الله و رسوله معنا في كل سكناتنا و في كل لحظة من حياتنا.
1-ما رجاؤنا في هذه الدنيا ؟ماذا نطلب من الله في كل صلاة ؟ الصراط المستقيم [b]قال الله تعالى: "و إنكَ لتهدي إلى صراط مستقيم"الشورى 52
2-إيجاد الحلول لمشكلاتنا؟ حلول أكيدة و مضمونة؟ إنهاء الحيرة؟ قال الله تعالى: "فأن تنازعتم في شىء فردوه إلى الله و الرسول"
النساء 59
و قال تعالى : "[b]فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت و يسلموا تسليماً" النساء 65
فلنختصر الوقت في البحث عن الحلول بينما هي في أيدينا
.
3-تجنب تعدد الأفكار و الآراء و اختلافها مما يؤدي إلى إختلاف الأمة . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "
دعوني ما تركتكم ،فإنَما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم على
أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيىءٍ فاجتنبوه و إذا أمرتكم بشيءٍ فأتوا منه ما
استطعتم"4-تجنب الفتنة و عذاب يوم الآخرة .قال تعالى : "فليحذر الذين
يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" النور63[i]
5- العلم و الهدى و القبول كلنا نسعى و لكن كيف الطريق للقبول ؟
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: [i]قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال: "إنَ مثل ما بعثني الله به من الهدى و العلم كمثل غيثٍ
أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة ،قبلت الماء فأنبتت الكلأ و العشب الكثير
و كان منها أجادب أمسكت الماء ،فنفع الله بها الناس فشربوا منها و سقوا و
زرعوا. و أصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءًو لا تنبت كلاً.
فذلك مثل من فقه في دين الله ،ونفعه بما بعثني الله به ، فعلم و علَم، و
مثل من لم يرفع بذلك رأساً، و لم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"
6-من منا لا يريد طاعة الله؟ و لكن طاعة الله لا تتم إلا بطاعة رسوله
.قال تعالى : "من يطع الرسول فقد أطاع الله" النساء 80[b]
7-مضاعفة الحسنات.قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[b] "من سنَ في الأسلام سنة حسنة فله أجرها، و أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئٌ....."
8-هل محبة في هذا الوجود تضاهي محبة الله عزَ و جلَ؟ و هل من رجاء في قلب المؤمن بالله و اليوم الآخر إلا غفرانه جلَ و على؟ فقد وعدنا رسولنا الكريم بمحبة من الله و غفراناً و وعده حق. [u]قال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتَبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم" آل عمران 31][i][i][i]
و أختم بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم [i]:" مثلي و
مثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب و الفراش يقعن فيها و يذبُهن عنها و
أنا آخذٌ بحجزكم عن النار ، و أنتم تفلتون من يدي" رواه مسلم. و "الجنادب"
:نحو الجراد و الفراش و "الحجز" جمع حجزة و هي معقد الأزار و السراويل.
اللهم إني نسألك أخذ نبينا بحجزنا و نعوذ بك أن نقذف في النار
اللهم إنا نسألك هدي نبيك و إتباع سنته
أخوتي لما لا نتناول السنن واحدة بواحدة لكي نحفظها و نفهمها و نطبقها مما
يسهل علينا أن نتدبرها مرة واحدة فاسمحوا لي أن أبدأ بهذا الموضوع
جزاني و جزاكم الله خيراً. لا تنسوني من دعاءكم
للداعيه نانسى الخلف[/i][/i][/i][/b][/i][/i][/b][/i][/b][/b][/b]